منذ عقود يواصل الأردن جهوده لترسيخ قيم الإنتماء والمسؤولية في نفوس أبنائه، ومن أبرز الوسائل التي اعتمدها حديثا لتحقيق ذلك برنامج خدمة العلم الأردني.
وبالرغم أن الكثيرين سمعوا عنه إلا أن تفاصيله وأبعاده الحقيقية قد لا تكون واضحة للجميع.
خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري كما يظن البعض بل هي تجربة متكاملة تهدف إلى بناء شخصية الشاب وتعزيز قدراته وتنمية مهاراته، إلى جانب تعليمه قيم الإنضباط والإلتزام، فالبرنامج يمتد على مدار عام كامل يبدأ بمرحلة تدريب عسكري يستمر ثلاثة أشهر يتلقى خلالها المشاركون أسس الدفاع عن الوطن والإنضباط، ثم ينتقل إلى مرحلة ثانية تستمر تسعة أشهر وتشمل خدمة وطنية ومجتمعية يشارك فيها الشباب في أعمال ومبادرات تخدم المجتمع، من العمل البلدي إلى المشاريع التطوعية والتنموية.
الغاية من هذه التجربة أن يخرج الشاب أكثر وعيًا وانتماءً، قادرًا على خدمة بلده في مختلف الميادين، كما أن الخدمة تفتح أمامه آفاقًا جديدة وتمنحه خبرات عملية تزيد من فرصة في سوق العمل، حيث يصبح أكثر التزامًا ومسؤولية بعد إنتهاء الخدمة.
قد ينظر بعض الشباب إلى خدمة العلم باعتبارها تأجيلًا لمسار حياتهم أو إضاعة للوقت، غير أن الحقيقة أنها استثمار حقيقي في الإنسان نفسه قبل أي شيء آخر، فهي تغرس فيه شعورًا عميقًا بأنه ليس مجرد فرد عادي بل جزء أساسي من الصورة الوطنية الكبيرة التي يقوم عليها الأردن.