التغذية النباتية أصبحت خيارًا شائعًا للكثير من الأشخاص حول العالم، ليس فقط لتحسين صحتهم الشخصية، أيضًا للمساهمة في حماية البيئة، هذا النظام الغذائي الذي يعتمد على النباتات فقط، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب والمكسرات، يوفر العديد من الفوائد الصحية، ويعد في الوقت نفسه خيارًا بيئيًا مستدامًا يساهم في تقليل الأثر البيئي للبشر.
الانتقال إلى نظام غذائي نباتي يمكن أن يعزز الصحة العامة بطرق عديدة أولًا، والنظام النباتي يساعد في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل: أمراض القلب، والسكتات الدماغية، والسكري من النوع الثاني، يعتمد هذا على تقليل استهلاك الدهون المشبعة واللحوم المعالجة، واللذين يرتبطان بشكل وثيق بمشاكل صحية مزمنة.  
علاوة على ذلك، يوفر النظام النباتي العناصر الغذائية التي تساهم في الوقاية من السرطان، فقد أظهرت الدراسات أن تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل: سرطان القولون.  
كما أن النباتيين غالبًا ما يكون لديهم وزن صحي أكثر، إذ أن الأطعمة النباتية تحتوي عادة على سعرات حرارية أقل، مما يسهم في تقليل السمنة، النظام النباتي الغني بالألياف يساعد أيضًا في تحسين الهضم وتعزيز صحة الأمعاء.
لا تقتصر الفوائد الصحية للتغذية النباتية على الأفراد فقط، بل تمتد أيضًا إلى الكوكب، يعتبر قطاع الزراعة الحيوانية أحد أكبر المساهمين في انبعاث الغازات الدفيئة التي تساهم في تغير المناخ، تستهلك صناعة اللحوم كميات ضخمة من الموارد الطبيعية، مثل: الماء والأراضي الزراعية على سبيل المثال، فإن إنتاج كيلوغرام واحد من اللحم يتطلب ما يقارب 15,000 لتر من الماء، مقارنة مع أقل من 1,000 لتر لإنتاج نفس الكمية من البروتين النباتي.
علاوة على ذلك، تتسبب تربية الحيوانات في إزالة الغابات بشكل واسع، مما يؤدي إلى تدمير النظم البيئية وتدهور التنوع البيولوجي، من خلال تقليل استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية، يمكن أن يقلل الأفراد من بصمتهم البيئية ويقلل الطلب على هذه الصناعات الضارة.
إن التغذية النباتية تساهم في تقليل استهلاك الموارد الطبيعية، مثل: الأرض والمياه، بينما تتطلب الزراعة النباتية مساحة أقل من الأرض مقارنة بتربية الحيوانات، وتستهلك المياه بشكل أكثر كفاءة، مما يسهم في الحفاظ على هذه الموارد المحدودة.  
 يعتبر النظام الغذائي النباتي خيارًا صحيًا وبيئيًا في آن واحد، من خلال تحسين صحة الفرد من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة، يسهم النظام النباتي في بناء عالم أكثر استدامة، مع تزايد الوعي حول الفوائد الصحية والبيئية، يزداد عدد الأشخاص الذين يتجهون إلى هذا النمط الغذائي، مما يعكس التغيير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه النظام الغذائي النباتي في حياتنا وحياة كوكب الأرض.