الأسرة جزء مهم وأساسي في عملية إصلاح المجتمع وتطويره وبناء بنيته ونسيجه الاجتماعي وتطويره، حيث يقع على كاهل الأسرة تنشئة الأفراد وتلبية احتياجاتهم الأساسية من مأوى وأمن واستقرار وإعالة اقتصادية ورعاية وحماية اجتماعية وغيرها.
كانت الأم قديما تقوم بدور محوري بتربية الأطفال وما زالت، ولكنها تواجه صعوبات شديدة في ظل إنخراطها بسوق العمل وقلة الوقت الذي تقضيه في المنزل حتى دور الآباء التقليدي انحصر جدا مؤخرا، بسبب عدة عوامل أهمها أوقات العمل الطويلة أو الاضطرار إلى العمل بأكثر من وظيفة مما انعكس سلباً على الأبناء، وعلى الأم حيث إنَّها باتت تبذل مجهود أكبر للتغطية على غياب الأب وما بين العمل والمنزل وضغوط الحياة المادية والمعنوية يضطر الأبناء إلى تمضية الوقت أمام الشاشات التي لها تأثيراً سلبي, نفسي وجسدي على الأطفال والمراهقين، ويتمثل غالباً في سلوكهم إذ أنهم ينهلون من هذه المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي كثير من المفاهيم والأفكار الخاطئة وأحيانا الخطيرة على صحتهم النفسية والعقلية مع غياب دور المدارس وعدم وجود أي أنشطة ثقافية أو رياضية ممكن أن تساعد الأهل في تنشئة أطفالهم وإشغال وقتهم إيجابيًا.
يمر المجتمع الأردني كغيره من المجتمعات مؤخرا بمرحلة تغيير وتحولات طرأت على حياتهم أثرت على القيم السلوكية والأخلاقية من أبرزها العولمة وثورة تقنية المعلومات من تلفاز وانترنت و هاتف خلوي و غيرها من الأجهزة والوسائل حيث أصبح من الصعب على الوالدين السيطرة على الأبناء وعلى مصادر تعلمهم.
ومن المخاطر الجسيمة على الأسرة انتشار ثقافة الاستهلاك وإعلاء القيمة الفردية لدى أفراد الأسرة الواحدة التي يفترض على أعضائها التعاون والتكافل ومساعدة بعضهم البعض وليس تحقيق الذات والاستبداد المطلق وتراجع دور ومسؤولية الفرد تجاه الأسرة والمجتمع.
وهنا لا بد على الدولة والمؤسسات التربوية والأهلية في البدء بحوار و إعداد الدراسات للوقوف على أبرز المعيقات والتحديات التي تواجه الأسرة والمجتمع ككل والبحث عن آليات لحل هذه المشاكل وبالتالي خلق مواطن صالح منتم لوطنه وأمته وأسرته بعيد كل البعد عن الجهل والتخلف والقيام بإجراءات للمساهمة في الإصلاح الإجتماعي وتحمل المسؤولية عن جيل جديد بحاجة لمساعدة ملحة وحماية النسيج الوطني والاستقرار الاجتماعي.