تقع قرية سمر في شمال الأردن ضمن محافظة إربد وتحديدًا في لواء بني كنانة، وهي إحدى القرى الحدودية التي تتمتع بموقع جغرافي مميز تطل على هضبة الجولان السورية من جهة الشمال وتقترب من نهر اليرموك الذي يشكل حدًا طبيعيًا بين الأردن وسوريا، هذا الموقع الفريد منح سمر أهمية تاريخية وطبيعية كبيرة وجعلها نقطة جذب للسياح والباحثين على حد سواء.
تتميز سمر بطبيعتها الخلابة، وتتنوع تضاريسها بين التلال الخضراء والسهول الزراعية الخصبة مما يمنحها طابعًا ريفيًا هادئًا وجاذبًا، تطل القرية على وادي نهر اليرموك ما يوفر مشاهد بانورامية خلابة خصوصًا عند غروب الشمس حين ينعكس الضوء الذهبي على مياه النهر والهضاب المحيطة، ويُعد هذا الموقع نقطة مراقبة طبيعية ذات أهمية استراتيجية منذ القدم.
تاريخيًا، كانت المنطقة المحيطة بسمر مسرحًا للعديد من الأحداث خاصة في فترات الصراع والحروب القديمة، كما أن قربها من المواقع الأثرية في شمال الأردن مثل أم قيس يجعلها جزءًا من شبكة غنية بالتراث الثقافي والحضاري، ورغم صغر حجمها إلا أن قرية سمر تزخر بالموروث الشعبي والعادات التي تعكس عمق الهوية الأردنية الشمالية سواء في اللهجة أو اللباس أو الطعام،
يعتمد سكان سمر بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر للدخل مستفيدين من خصوبة التربة ووفرة المياه الجوفية والسطحية في المنطقة، تُزرع فيها أنواع متعددة من الحبوب والخضروات، كما تنتشر زراعة الزيتون الذي يُعد أحد أبرز المحاصيل في القرية.
في السنوات الأخيرة، بدأت بعض المبادرات السياحية والبيئية تسعى إلى تسليط الضوء على سمر كمقصد لمحبي الطبيعة والهدوء، وهي خطوات واعدة بمستقبل أفضل للقرية وسكانها دون التفريط بأصالتها وخصوصيتها التاريخية.