في الجنوب الأردني تتعانق الجبال مع الوديان، وتنبض الأرض بالحياة البرية والنباتية، حيث تتربّع محمية ضانا بمحيط الحيوي كأيقونة بيئية فريدة، تجسّد جمال الطبيعة وتنوّعها الخلّاب، فهي ليست مجرد محمية طبيعية، بل قصة حيّة بين تناغم الإنسان والبيئة، وعن الجهود الوطنية الرائدة في حماية الإرث البيئي للأجيال القادمة.
تُعد محمية ضانا للمحيط الحيوي من أكبر وأهم المحميات الطبيعية في الأردن، تقع في محافظة الطفيلة جنوب البلاد، وتمتد على مساحة تُقدّر بحوالي 320 كيلومترًا مربعًا، تتميّز بتنوع بيئي وجغرافي فريد يجمع بين أربع مناطق حيوية مختلفة المناطق
المتوسطية، وشبه الصحراوية، والصحراوية، والسودانية، ما يمنحها ثراءً طبيعيًا وتنوعًا في التضاريس والأنظمة البيئية نادرًا ما يوجد في مكان واحد.
تُعرف ضانا بأنها موطن للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة والمهددة بالانقراض، مثل النمر العربي، والوشق، والذئب العربي، وغزال الجبل، إلى جانب أكثر من 800 نوع من النباتات، وعشرات الأنواع من الطيور والزواحف، ما يجعلها وجهة محورية للباحثين والمهتمين بعلم البيئة والتنوع الحيوي.
ولا تقل جمالية المشهد الطبيعي أهمية عن ثروتها البيئية، إذ تضم تضاريسًا متنوعة تشمل الجبال الشامخة، والوديان العميقة، والسهول الواسعة، ما يجعلها مقصدًا مثاليًا لهواة المغامرة ومحبي الطبيعة من داخل الأردن وخارجه، كما تشكّل المحمية منصة تعليمية وتوعوية تساهم في رفع الوعي البيئي لدى الزوار والمجتمع المحلي على حد سواء.
تؤدي ضانا أيضًا دورًا تنمويًا مهمًا، حيث تساهم في دعم المجتمعات المحلية من خلال توفير فرص عمل في مجالات السياحة البيئية، والحرف التقليدية، وإدارة الموارد الطبيعية، وتحرص الجهات المعنية على تطوير برامج للسياحة المستدامة
تضمن الحفاظ على البيئة وتوازنها، وتشجع الزوار على إحترام قوانين المحمية وعدم الإضرار بمنظومتها الفريدة.
تُعد محمية ضانا اليوم مثالًا حيًا على التزام الأردن بحماية بيئته الطبيعية، وإبراز ثرواته البيئية كجزء لا يتجزأ من إرثه الوطني والإنساني، ورسالة واضحة بأن الاستدامة البيئية طريقٌ نحو مستقبل أكثر توازنًا وجمالًا.