يتميز الأردن بالتنوع الثقافي و الحضاري و الذي يُعبر عن الحضارات السابقة التي تَعاقبت على أراضيه منذ آلاف السنين
ومن بين العديد من الأدلة التي تَشهد على هذا التنوع ، تأتي النقوش الصفاوية على رأس القائمة.
تَنسجم الطبيعة الجميلة مع أعمال الإنسان القديمة في عمق صحراء الأزرق الأردنية ، حيث تنتشر نقوش صخرية صفاوية مدهشة تعود لآلاف السنين، نقوش تحمل أسرار أزمنة وعهود تاريخية مختلفة.
تُمثل النقوش الصفاوية تراثًا ثقافيًا هائلًا تعكس الحياة الاجتماعية والاقتصادية والدينية لسكان شرق الأردن من القبائل العربية في بادية الشام ما بين القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الرابع بعد الميلاد.
عُرفت هذه النوعية من النقوش التي يعود الفضل في التعريف بها للمرة الأولى إلى البريطاني سيرل جراهام باسم (الكتابات الصفائية) ؛ نسبةً إلى جبل الصفا جنوب شرق دمشق، وكانت تُعرف باسم (الكتابات التي وُجدت في الحرة) .
تتنوع النقوش في مضامينها وشكلها، وتمتلك جمالاً فنيًا تتوارثها الأجيال عبر العصور، تقدم صورة لحياة الرعي، والصيد، والغزو ، والحرب ، والزراعة ، والتجارة، والغناء ، والعادات والتقاليد ، والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية.
عُثر على هذه النقوش الأثرية الفريدة من نوعها على الصخور والكهوف، وتتشكل في مجموعات، وتحمل رموزًا وأشكال هندسية مدهشة، ورسائل تعكس المعارف العميقة للحضارات القديمة.
شَكلت هذه النقوش طريقة للتواصل بين الحضارات القديمة، فكانت لغة تمكنهم من نقل المعرفة والتاريخ والتراث بين الأجيال ، إنها نافذة إلى عقول العظماء والمبدعين الذين عاشوا قبلنا .
النقوش الصفاوية في الأزرق نقوش تتحدث لغة الحضارات المنسية والقصص المفقودة، وتذكرنا بأننا جزء من تاريخ عظيم إنها كنز ثقافي يجب الحفاظ عليه.