جاذبية الثقب الأسود
في هذه الحالة لم تختلف جاذبية النجم منذ تكوّنه حتى بعد تحوّله إلى ثقب أسود ولكن الفرق يكمن في أن حجم النجم عملاق لذا جاذبيته منتشرة فيه بالكامل مع تركيز الجاذبية في مركزه.. أما في الثقب الأسود فتتمركز الجاذبية في مركزه فقط لأن حجم الثقب الأسود صغير جدًا مقارنةً بحجم النجم.
تبسيطًا للمسألة، إذا اقترب كوكب من نجم ما.. تجاهلًا لدرجة حرارة النجم فسيقترب أكثر فأكثر مع تسارع الجاذبية حتى يتلامسا.. ومع تلامسهما تبقى المسافة كبيرة بين مركز جاذبيتهما ولكن في حال الثقب الأسود مع اقتراب الكوكب منه فالمسافة بين مركز جاذبية الكوكب ومركز جاذبية الثقب الأسود قليلة بسبب حجمه الصغير.
ما بداخل الثقب الأسود
بسبب جاذبية الثقب الأسود وقرب مركزه إذا قفز شخص ما من مركبته باتجاه الثقب الأسود سيسقط بشكل معتاد لاعتياده على شعور الجاذبية إلى أن يصل إلى مستوى يُسمى (أفق الحدث) حتى يبدأ بالتسارع الشديد بسبب اقترابه من مركز الجاذبية.. تكون قدم ذلك الشخص أقرب إلى المركز أكثر من رأسه ولهذا تكون سرعة قدميه أكبر بكثير من رأسه فيبدأ جسمه بالتمدد مع تمدد "الزمكان" من حوله، ويستمر بالتمدد حتى يُقسم جسده إلى نصفي، و"الزمكان هو الفضاء بأبعاده الأربعة: الطول، العرض، الارتفاع".
في الواقع، هذه هي البداية إذ ينقسم إلى نصفين ولكن هذه العملية ستتكرر مرارًا وتكرارًا فيصبح أربعة ثم ثمانية ثم... أقسام... بعد انقسامه إلى الكثير من الأقسام لا يبقى من جسده إلا المركّبات الذرّية التي تُكوّنه.
هذه ليست النهاية، حتى الروابط التي تجمع الذرات ببعضها ستتفكك وتبقى الذرات ولكن مع تمدد "الزمكان" من حولها ستُضغط الذرات حتى تصبح في صف واحد ويستمر التمدد حتى تُسحق الذرات ولا يبقى أي شيء من ذلك الشخص.
قلب المجرة
في الواقع ليست كل الثقوب السوداء مرعبة لدرجة الموت بل في الواقع هنالك نوع آخر من الثقوب السوداء وهي ضرورية جدًا في هذا الكون ويُسمى هذا النوع "مركز المجرة" أو (قلب المجرة).
حينما كان العلماء يدرسون المجرات الأخرى رأوا أن النجوم حين تقترب من مركز المجرة تزداد سرعتها جدًا ويغيّر مسارها بشكل منحني.. رأى العلماء هذه الظاهرة كثيرًا وتوصّلوا إلى أن كتلة ضخمة ذات جاذبية كبيرة جذبت النجوم تجاهها ولعدم اقتراب النجوم كثيرًا غيّروا مسارهم وحسب.
الشيء الوحيد الذي يمكنه جذب نجم بكل سهولة كأنه لا شيء هو ثقب أسود عملاق لولا هذه الثقوب السوداء لما تكوّنت المجرات؛ في الواقع إنها تعمل كمصفاة للمجرة فهي تجمع الغازات الضارة والأغبرة الكونية الزائدة فيها وبما أنها تدور بسرعة هائلة تُلقي بها في مكان خالٍ تقريبًا لعدم تأثيرها على أي شيء في ذلك المكان.
لا نعلم إلى الآن كيف تكوّنت تلك الثقوب لأن الثقوب عادةً تكون 15 ضعف كتلة الشمس أو 100 ضعف ولكن ليس أربعة ملايين مرة، كما قلت سابقًا كتلة وجاذبية الثقب الأسود هي نفسها الخاصة بالنجم الذي تحوّل إليه ولم يُكتشف أي نجم أبدًا بتلك الكتلة.