تُعد الحروب من أكثر الأنشطة البشرية المدمرة التي تترك آثارًا عميقة على البيئة وصحة الإنسان.
في العقود الأخيرة ظهرت العلاقة الوطيدة بين الحروب وتغير المناخ، حيث تسهم النزاعات المسلحة في تدمير النظم البيئية، وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، وتفاقم الأزمات المناخية، ومن أبرز هذه التأثيرات استخدام الأسلحة التي تحتوي على عناصر مشعة مثل اليورانيوم، ما يؤدي إلى تلوث الأرض بشكل كبير، فضلًا عن التأثيرات الأخرى التي تسببها الأنشطة العسكرية. 
استخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب في الحروب يمثل كارثة بيئية وصحية طويلة الأمد لأن هذه الأسلحة تُحدث انفجارات قوية تترك ورائها غبارًا مشعًا يلوث الهواء والتربة والمياه وتمتد آثار هذا التلوث لعقود، حيث يتسرب الإشعاع إلى التربة والمياه الجوفية، مما يؤثر على الزراعة، ويهدد الحياة البرية، ويعرض السكان للأمراض المزمنة مثل السرطان، على سبيل المثال شهدت مناطق في العراق وأفغانستان حالات واسعة من التلوث الإشعاعي نتيجة استخدام هذه الأسلحة، مما أثر على صحة السكان المحليين وأدى إلى ارتفاع معدلات التشوهات الخلقية. 
 
الحروب تؤدي إلى تدمير مساحات واسعة من الغابات، وتجفيف الأنهار، وتدمير المزارع، ما يسهم في تفاقم التغير المناخي، إزالة الغطاء النباتي من المناطق المتضررة يُضعف قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، ما يزيد من انبعاث الغازات الدفيئة إضافة إلى ذلك، تؤدي الأنشطة العسكرية إلى تلويث الهواء نتيجة احتراق الوقود، والتفجيرات، وتدمير المنشآت الصناعية. 
الحروب تؤثر بشكل غير مباشر على تغير المناخ من خلال تفاقم الأزمات الإنسانية، و النزاعات المسلحة تُجبر الملايين على الهجرة القسرية، ما يؤدي إلى الضغط على المناطق المضيفة ويزيد من استهلاك الموارد الطبيعية كما أن الدمار الذي تخلفه الحروب يعوق جهود التنمية المستدامة في الدول المتضررة، مما يُصعّب من قدرة هذه الدول على التكيف مع آثار تغير المناخ. 
للحد من التأثيرات البيئية للحروب، يجب أن تتضافر الجهود الدولية للحد من استخدام الأسلحة المشعة ومحاسبة الأطراف المسؤولة عن التلوث البيئي، كما يجب تعزيز قوانين حماية البيئة في مناطق النزاعات، وضمان تقديم المساعدات للدول المتضررة لإعادة تأهيل بيئتها المتضررة. 
إن العلاقة بين الحروب وتغير المناخ تعكس حلقة مفرغة من التدمير البيئي والبشري، الحروب تزيد من تفاقم التغير المناخي، بينما تؤدي آثار المناخ المتغيرة إلى إشعال المزيد من النزاعات، لذا فإن تحقيق السلام والتعاون الدولي هو المفتاح لضمان مستقبل مستدام وآمن للأجيال القادمة.