يُعد
بيت النابلسي أحد أقدم البيوت التراثية في مدينة إربد وسط المدينة القديمة، ويعد منارة إربد التراثية القديمة، ويتمتع بناء
البيت بجماليات عديدة ابتداء من واجهاته المعمارية المميزة بتفاصيلها وشبابيكها
ذات الزجاج الملون عند الأقواس إلى جانب استخدام الحجر القديم في بنائه؛ هذه الحجارة التي
جُمعت من بلاد الشام كافة ومناطق متعددة من الأردن.
تعود
ملكية البيت للمهندس الفلسطيني "محمود النابلسي" والذي انتقل إلى الأردن
مع كثير من العائلات الشامية التي هاجرت آنذاك إلى الأردن واستقروا وسط المدينة القديمة.
بُني
بيت النابلسي في العام 1908، واكتمل بناءه في عام 1922 ،وسكنه النابلسي حتى نهاية
العام 1940، بعد ذلك انتقل إلى عمان وتركه مهجورًا لأكثر من 15 سنة، إلى أن قامت
مدرسة القدس الثانوية للبنات في الستينيات باستئجار البيت من المالك وشغلوه حتى
أوائل السبعينيات.
عام
2003 قام رئيس بلدية اربد الكبرى آنذاك "وليد المصري" باستملاك عدة بيوت
تراثية في وسط إربد مثل "بيت خلقي الشراري، وبيت عرار، وبيت جمعة، وخان حدو،
بالإضافة إلى بيت النابلسي الذي استملكته البلدية من صاحب البيت بمبلغ قدره 170
ألف دينار، وتم ترميم البيت بالتعاون مع خبراء من الشام والصين، من أجل المحافظة
على طرازه القديم وتم وضع كل الحجر في مكانة الأصلي، واستمرت عملية ترميم البيت
بالإضافة إلى الساحة الأمامية سنتين وبلغت تكلفة الترميم ما يقارب 450 ألف دينار.
ويتكون
البيت من طابقين الطابق الأول يضم غرف منفصلة عن بعضها البعض وهي غرف الاستقبال
والضيافة وفرن الطابون وبئر ماء يزيد عمقه عن 10 أمتار، بالإضافة إلى مكتبة خاصة
بين الطابق الأول والثاني مما يعكس مدى تقدم ورقي الأسرة واهتمامهم بمختلف القضايا
المحيطة بهم في ذلك الوقت. أما
الطابق الثاني فيتكون من غرف نوم وبيت مونة ومطبخ وتدفئة معلقة بالحائط.
وتقام
العديد من النشاطات في البيت، مثل: الندوات والمحاضرات والمعارض التشكيلية
ومؤتمرات, وقد أصبح البيت القديم
مزارًا لأهل إربد بعد ترميمه والعناية به.
وتعد
أهمية البيت باعتباره إرثًا حضاريًا لمنطقة وسط المدينة التي تمثل أقدم جزء من
مدينة إربد  بالقرب من تل إربد؛ الذي هو من
أهم المناطق التراثية والسياحية القديمة, وقد كان في وقت سابق أحد المراكز الحيوية
للدولة العثمانية خلال العقود الماضية.
أما الآن
فقد أصبح بيت النابلسي من أهم المتاحف التاريخية في إربد، وبيت سياحي ومسار مهم للسياح العرب والأجانب،
ويحتفظ في ثناياه العديد من القطع الأثرية والقديمة من فخاريات وتماثيل وأحجار
قديمة، تم اكتشافها أثناء عمليات الحفر والترميم في وسط إربد القديمة وتل إربد
وهي دعوة مقدمة منا أن يكون بيت النابلسي أحد محطاتكم
السياحية عند زيارة محافظة إربد.