شهد المنتخب الأردني لكرة القدم تطورًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، حيث انتقل من كونه فريقًا إقليميًا ينافس على الساحة العربية إلى اسم يحظى بالاحترام على المستوى القاري والدولي.
هذا التقدم لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة رؤية استراتيجية شاملة وجهود مضنية من قبل الاتحاد الأردني لكرة القدم، بقيادة سمو الأمير علي بن الحسين، الذي عمل على تعزيز البنية التحتية الرياضية وتطوير اللاعبين المحليين.
ظهر المنتخب الأردني بشكل لافت في العقد الأول من الألفية الثالثة، عندما وصل إلى دور ربع النهائي في كأس آسيا 2004 لأول مرة في تاريخه، هذا الإنجاز وضع المنتخب في مصاف المنتخبات الواعدة آسيويًا، وعكس روح الإصرار التي تمتع بها اللاعبون.
الاستثمار في الشباب والبنية التحتية من قبل الاتحاد الأردني أدى على تحسين الأكاديميات الرياضية وتنظيم الدوريات المحلية، مما أسهم في صقل مواهب جديدة دعمت المنتخب في السنوات اللاحقة، بالإضافة إلى ذلك، تم استقطاب مدربين عالميين أمثال عدنان حمد، وفيتال بوركيلمانز، الذين ساهموا في رفع مستوى الأداء الفني والتكتيكي للفريق.
أما النجاحات القارية، أصبح المنتخب الأردني رقمًا صعباً في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا، حيث تمكن من الوصول إلى نهائيات كأس آسيا خمس مرات، كان أبرزها في 2019، عندما قدم أداءً مميزًا وأثبت أنه قادر على المنافسة أمام كبار القارة.
أما عن الانتشار عالميًا، خاض المنتخب الأردني العديد من المباريات الودية مع منتخبات عالمية مرموقة، مما ساهم في انتشاره وزيادة شهرته، كما ساعد احتراف بعض اللاعبين الأردنيين في الدوريات الخارجية على تعزيز صورة الكرة الأردنية دوليًا.
لا ننسى الجماهير والدعم الوطني وتأثيره على المنتخب، والذي ل٦ب دورًا محوريًا في دعم المنتخب، حيث أصبحت المباريات الدولية فرصة للتعبير عن الوحدة الوطنية والفخر بالإنجازات الرياضية.
يواصل المنتخب الأردني رحلته لتحقيق حلم الوصول إلى كأس العالم لأول مرة في تاريخه، وهو الهدف الذي أصبح أكثر واقعية بفضل تطور المستوى الفني وزيادة الاحتكاك الدولي.
يعتبر المنتخب الأردني اليوم مثالًا يحتذى به في كيفية استغلال الموارد المتاحة لتحقيق إنجازات تعكس طموح شعب بأكمله، ليؤكد أن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل لغة عالمية للتواصل والإبداع.