اللغة العربية، هي اللسان الجامع لأمةٍ عربيةٍ تعد من أغنى أمم الأرض حضارةً وثقافةً وعددًا، وهي اللغة الثقافية لأمم عديدةٍ متعرِّبةٍ، كما أنها اللغة الدينية لأمةٍ إسلاميةٍ، تزيد على مليار ونصف من البشر. أما وسائل الإعلام؛ فلا يخفى أنها في عصرنا الراهن تعد من أهم مظاهر الحضارة الإنسانية، وهي التي تصنع الرأي العام وتشكله في جميع أنحاء العالم، حتى استحقت لقب "السلطة الرابعة". 
وبناءً على ذلك تعتبر اللغة متأثرةً بالإعلام كأشد ما يكون التأثير؛ لأنها هي القالب الذي يصب فيه الصحافي أو الكاتب خبره أو فكرته، وقد صار الإعلام هو الذي يصنع اللغة، ويحدد الأذواق، ويجدد الأساليب، ويضخ في شرايين اللغة العربية في كل لحظة أعدادًا هائلة من الألفاظ والتراكيب والمعاني المستحدثة؛ التي قد تعجز مجامع اللغة عن ملاحقتها.
وإلى جانب وسائل الإعلام، تساهم المؤسسات التعليمية في صناعة اللغة وتشكيلها، ولكن دور وسائل الإعلام أهم؛ لأنها موجهة إلى المتعلمين وغير المتعلمين، بخلاف سابقتها.
إن وسائل الإعلام الحديثة، يحسب لها الفضل الكبير، في إحياء اللغة الفصحى أو الفصيحة على الأقل، وتداولها بين عامة الناس، بعدما كانت مهددة بدعوات بغيضة، تريد الكتابة بالعاميات، من أجل ترسيخ الهوة بين أقطار الأمة. فتمكنت وسائل الإعلام من التقريب بين الشعوب العربية، وتوحيد اللغة إلى حد كبير.
وفي جانب السلبيات التي ينبغي القضاء عليها: يرصد المتابعون شيوع الأخطاء اللغوية، وسهولة الانجراف نحو العامية، ومزجها بالفصحى، وشيوع الاستعمال للألفاظ الأجنبية والمعاني الأجنبية عن طريق الترجمة الحرفية، من غير ضرورة ملحة.
تعدّ اللغة هوية حضارية للأمة وسجلًا لحفظ تراثها ورابطة عميقة الجذور لأبنائها، سواء كانت العربية، أو أي لغة من اللغات العالمية الأخرى. والأمم منذ قرون طويلة تتصارع في ما بينها في سبيل البقاء، أو إثبات الوجود، والتواصل من أجل الوجود وعدم الاندثار.