تشهد الأرض في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية متسارعة تثير قلق وحيرة العلماء حول العالم ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد القطبي، بدأت تظهر ملامح التغيرات البيئية بشكلٍ يهدد الطبيعة والذي بدوره يؤثر على حياة الإنسان بشكل مباشر.
التغير المناخي لم يعد مجرد تنبؤات علمية بل أصبح واقعًا ملموسًا، إذ أصبح ينعكس في موجات الحر الشديدة كما هو الحال الآن في منطقة الشرق الأوسط ومناطق كثيرة في العالم والفيضانات التي لا تنتهي والتي تأتي بشكل مفاجئ والجفاف الذي يضرب مناطق كانت ذات خصوبة عالية، هذا التحوّل لا يقتصر على الظواهر الجوية فحسب بل يشمل تغيّرًا في النظام البيئي وهجرة الحيوانات وانقراض بعضها مما يكشف ضعف العلاقة بين الإنسان والطبيعة.
تواجه دول العالم تحديات كبيرة في الحد من الانبعاثات الكربونية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وهذه التحديات تتطلب ابتكار الحلول والتغيرات الجذرية في السلوك الفردي والجماعي، وللمجتمعات المحلية دور ذو أهمية خاصة في تعزيز الوعي والمشاركة في التحول نحو أنماط حياة أكثر استدامة، إذ لا يمكن مواجهة هذه التحديات دون تضافر الجهود على جميع المستويات وذلك لأن مستقبل المناخ مرتبط ارتباطًا وثيقًا بخيارات سكان العالم وسلوكياتهم اتجاه البيئة فإما أن نحمي الكوكب ونورّثه للأجيال القادمة أو نواصل طريقًا يؤدي إلى مزيد من التغيرات والدمار على كوكبنا.
ورغم أن التحدي كبير جدًا إلا أن نافذة الأمل ما زالت مفتوحة والتي ترتكز على قدرة الإنسان على التكيّف والابتكار وإعادة بناء علاقة متوازنة مع الطبيعة يحفظ للإنسان مكانه دون أن يكون خصمًا للبيئة التي تحتضنه.