الغش
في الامتحانات لم يعد مجرد ظاهرة عابرة بل أصبح جرحًا عميقًا في جسد التعليم، وهو
اختصار زائف للطريق، طريق ظاهره سهل لكنه يحمل في طياته ضياعًا صامتًا لا يُدرك
إلا بعد فوات الأوان.
من
يغش لا يخدع المعلم أو النظام فحسب، بل يخدع نفسه قبل كل شيء ويسلبها فرصة حقيقية
للمعرفة والتطور، حين نلجأ للغش، فإننا نكسر ميثاق الأمانة الذي يقوم عليه العلم، ربما
نحصل على علامة عالية أو ننجح في اختبار، لكن الحقيقة تبقى أننا لم نربح شيئًا.
فقط
ورقة موقعة لا تعني أننا نستحق المكان الذي وصلنا إليه، والأخطر من ذلك، أن الغش
يصبح عادة ومع كل مرة نبرر لأنفسنا أنه لا ضرر في الأمر، تضعف في داخلنا قيمة
الصدق والإجتهاد.
 
المستقبل
لا يُبنى بالأوراق، بل بالمعرفة الحقيقية، من تعود على الغش سيجد نفسه في ميادين
الحياة عاريًا من المهارات، عاجزًا عن الحل، مترددًا أمام التحديات، كل نجاح غير
مستحق سيقف يومًا كحاجز في طريقه، لأن الكفاءة لا تُزيف والفرص الحقيقية لا تمنح
إلا لمن تعب واستحق.
أنا
لا أكتب هذا التقرير لأدين أحدًا، بل لأنبه لأن في داخلي يقين بأن كل طالب قادر
على النجاح إن آمن بنفسه، الغش لحظة ضعف، لكن التراجع عنه شجاعة، والإعتماد على
النفس فخر لا يُقارن.
لنكن
صادقين مع أنفسنا، لنكن جديرين بأحلامنا، الغش لا يجرح ورقة الإمتحان فقط، بل يجرح
ضمير الإنسان، ومتى جُرح الضمير سقطت الثقة وضعف المستقبل.
 
ولا
يتوقف أثر الغش عند الفرد، بل يمتد ليخنق المجتمع بأكمله فحين يحتل غير المستحقين
أماكن لا تليق بهم، يُظلم المجتهدون، وتفقد المؤسسات كفاءتها، وتنهار الثقة بين
أفراد المجتمع، الغش يزرع الفوضى بدل العدالة، ويُضعف البنية الأخلاقية التي تُبنى
عليها الأمم.
فلنختر
أن ننجح بكرامة، حتى وإن تأخرنا، فالوصول الحقيقي هو ذاك الذي نبنيه بأيدينا وبعرق
جبيننا.
والله
يبارك في كل خطوة صادقة.