تشكل المناطق الصحراوية الواسعة في الأردن جزءًا كبيرًا من مساحة البلاد،
وتمتلك إمكانات هائلة إذا تم استغلالها بشكل صحيح، فبدلاً من اعتبار هذه الصحراء
عقبة، يمكن للأردن أن يستفيد منها كفرصة للتنمية المستدامة في مختلف المجالات، وقد
تم البحث والتفكير للكثير من الطرق لاستغلال هذه الصحراء، وذلك بعدة طرق مختلفة..
فمثلا، يمكن استخدام الطاقة الشمسية الهائلة المتوفرة في هذه المناطق
لتوليد الكهرباء عبر محطات الطاقة الشمسية الضخمة، حيث تتمتع الأردن بمعدلات عالية
من أشعة الشمس طوال العام، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لمشاريع الطاقة المتجددة،
هذا من شأنه أن يقلل اعتماد البلاد على الوقود الأحفوري المستورد ويعزز
الاكتفاء الذاتي.
إضافة، يمكن تطوير السياحة البيئية في المناطق الصحراوية، حيث تتميز هذه
المناطق بمناظر طبيعية خلابة ومناطق محمية فريدة من نوعها، ويمكن للسياح من داخل
الأردن وخارجها الاستمتاع بالمغامرات الصحراوية مثل: رحلات القيادة على الكثبان
الرملية والتخييم تحت النجوم، أو الطيران الشراعي، مما سيدعم القطاع السياحي ويخلق
فرص عمل للمجتمعات المحلية.
ثالثًا، توفر المناطق الصحراوية إمكانات واعدة لتربية الإبل والماعز
والأغنام والدواجن، حيث تتكيف هذه الحيوانات جيدًا مع البيئة الصحراوية القاسية، حيث
يمكن للمزارعين المحليين الاستفادة من هذه الفرصة لإنتاج اللحوم والألبان والصوف وبعض
المحاصيل التي تتحمل الجفاف وغيرها  من
المنتجات الحيوانية، مما سيعزز الأمن الغذائي ويخلق مصادر دخل جديدة.
وجميع هذه الطرق ستؤثر إيجابا على الأردن من جميع النواحي، وستنعكس على
الاقتصاد، بتوفير فرص عمل أكثر وتنوع غذائي أكبر إضافة الى استغلال الطاقة الشمسة
وتحويلها إلى أنواع الطاقة الماردة. ويؤثر على الناحية الاجتماعية سيكون هناك
التنوع في مصادر الدخل وذلك بسبب زيادة فرص العمل، والنقطة الأهم ان استغلال هذه
المناطق سيكون السبب الرئيس في تقليل الكثافة السكانية على مناطق المدن تحديدا
العاصمة.
دون
نسيان مناطق الأغوار التي يمكن استغلالها استغال حسن؛ وذلك عن طريق بناء فلل (شاليهات)
يتردد إليها الناس في أوقات الصيف الحار للاستمتاع بالمياه والسباحة، والاستمتاع
مع العائلة وترك ذكريات جميلة.
لكن لكي تنجح هذه الطرق يجب التخلص من العوائق والتحديات التي تقف في
وجهنا، حيث تعد مشكلة شح المياه وقلتها من أهم العوائق حيث إن شح المياه ناتج عن
النمو السكاني والتغيرات المناخية إضافة الى سوء إدارة الناس للمياه، ما يؤدي الى
صعوبة بناء فلل أكثر أو زراعة محاصل صحراوية أو حتى الاعتناء بالموارد الحيوانية
بالطريقة الصحيحة.
وتعد البنية
التحتية في المناطق الصحراوية غير مؤهلة من طرق وكهرباء ومياه، قلة الطرق
الممهدة والاتصالات الفعالة تجعل الوصول إلى المناطق الصحراوية أمرًا صعبًا، مما
يقلل من جاذبية هذه المناطق للمستثمرين ويقيد إمكانية تطويرها.
ومع ذكر أن ليس
هناك مستشفيات يذهب إليها الناس وقت الحالات الطارئة، أو مدارس للتعليم أو محال
تسوق يتبضع منها عند الحاجة لذلك، لكن هذا شبه مستحيل لأن الأردن ليس لديها هذا
القدر الكافي من المال لبناء كل هذا.
وما أريد قوله أن هناك صعوبة في استغلال المناطق
الصحراوية، وذلك لقلة المياه وعدم وجود بنية تحتية لكنه ليس بمستحيل اذ تمتلك
المناطق الصحراوية في الأردن إمكانات هائلة للتنمية المستدامة إذا تم استغلالها
بشكل صحيح. من خلال الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة، السياحة البيئية،
الزراعة والثروة الحيوانية المتحملة للجفاف، يمكن للأردن أن يحقق تنمية اقتصادية
مستدامة وفي نفس الوقت يحافظ على بيئته الطبيعية الفريدة.