تبدأ في بداية فصل الخريف مواسم قطاف الزيتون، حيث تتحول الأراضي الزراعية إلى بحر من الأشجار الزيتون الخضراء، وتمتد الجبال بألوان الأخضر والأصفر، مما يخلق منظراً خلاباً يعكس الجمال الطبيعي للمنطقة.
تعتبر زراعة الزيتون وقطافة من أحد أهم المواسم الزراعية في محافظة الزرقاء، وتحديدًا في المناطق الزراعية مثل غريسا وأم الصليح ومنطقة لواء الهاشمية.
ويستعد المزارعون لهذا الحدث السنوي الهام، حيث يتم فحص الأشجار والتأكد من جاهزيتها للقطف، يتم أيضاً تجهيز المعدات اللازمة لعملية القطف والعصر، مثل السلال والمكابس وغيرها من الأدوات الزراعية.
ومع بداية موسم القطف، تتجمع العائلات والعمال في الأراضي الزراعية، حاملين معهم أدوات القطف والسلال لجمع الثمار، ويبدأ الجميع بالعمل بروح الفريق لضمان قطف الزيتون بأفضل جودة ممكنة، ممتزجة بأصوات الضحك والحديث بين زقزقة الطيور ورائحة الزيتون الطازج.
وبعد جمع الزيتون، ينتقل المزارعون إلى مراحلة العصر، وتعتبر هذه العملية حاسمة للحصول على زيت الزيتون ذو الجودة العالية، حيث يتم نقل الزيتون إلى مطاحن الزيتون وتبدأ عملية العصر بإستخدام الطرق التقليدية أو الآلات الحديثة.
يراقب المزارعون عن كثب عملية العصر لضمان الحصول على زيت نقي وطازج، كما راقبت عيوني عملية العصر عن قرب.
تأتي حياة الريف خلال موسم الزيتون بطابع خاص، إذ تشهد القرى والمجتمعات الريفية نشاطاً كبيراً، حيث يجتمع الناس حول هذا الحدث الاجتماعي والاقتصادي المهم.
وعندما تنتهي عمليات القطف والعصر، يحل الوقت للإحتفال بالمحصول الجديد، وتنظم العديد من القرى والبلديات فعاليات إحتفالية تجمع الناس للاستمتاع بثمار جهودهم المشتركة، يتم تقديم الطعام الشهي المحضر من منتجات المنطقة، ويتبادل الناس القصص والتجارب حول موسم الزيتون.
تعتبر فترة موسم قطف الزيتون في محافظة الزرقاء تجربة فريدة ومثيرة، مليئة بالخيرات والبركات، حيث إنها ليست مجرد عملية زراعية، بل هي تجربة اجتماعية وثقافية تعكس تراث وروح المجتمع الريفي في هذه المنطقة الجميلة.