تُعتبر الصدفية من الأمراض الجلدية المزمنة التي ترافق المريض لفترات طويلة وتؤثّر بشكل مباشر على جودة حياته ورغم أنها ليست مرضًا معديًا إلا أنها ما تزال محاطة بالكثير من المفاهيم الخاطئة والنظرات السلبية مما يزيد من معاناة المصابين بها.
ومن بين أنواعها المتعدّدة تحظى صدفية فروة الرأس باهتمام خاص نظرًا لارتباطها بمظهر الشخص وثقته بنفسه حيث تظهر على شكل بقع حمراء مغطاة بقشور سميكة بيضاء أو فضية اللون وتمتد أحيانًا إلى خلف الأذن والجبهة أو حتى الرقبة وتشير تقديرات طبية إلى أن ما بين 50 إلى 80 من مرضى الصدفية يعانون من إصابة في فروة الرأس وهو ما يجعل هذا النوع من أكثر أشكال الصدفية شيوعًا.
تعود الصدفية إلى خلل في الجهاز المناعي يؤدّي إلى تسارع دورة حياة خلايا الجلد، فتتراكم بشكل أسرع من الطبيعي وتلعب العوامل الوراثية والبيئية دورًا رئيسيًا في ظهور المرض فيما قد تزيد بعض المؤثرات مثل التدخين أو الأدوية من حدّة الأعراض وهنا يبرز عامل مهم لا يقلّ تأثيرًا: الحالة النفسية إذ إن التوتر والضغط النفسي يفاقمان من شدة المرض ويزيدان الحكة والالتهاب بينما يساهم الاستقرار النفسي والراحة الذهنية في تخفيف حدّته بشكل ملحوظ.
ورغم عدم وجود علاج نهائي للصدفية حتى الآن إلا أن العلاجات الحديثة ساعدت بشكل كبير في السيطرة على الأعراض وتشمل هذه العلاجات المستحضرات الموضعية مثل: الكريمات المحتوية على الكورتيزون أو القطران والعلاج الضوئي الذي يعتمد على أشعة فوق بنفسجية محدّدة إضافة إلى الأدوية البيولوجية التي
أحدثت نقلة نوعية في التحكّم بالمرض لكن الأطباء يؤكّدون أن العلاج لا يقتصر على الجانب الطبي فقط بل يحتاج المريض إلى دعم نفسي واجتماعي يساعده على التعايش مع الصدفية دون خوف أو إحراج.
ختامًا الصدفية ليست نهاية الطريق بل تحدٍّ يمكن التعايش معه بالمتابعة الطبية المنتظمة الاهتمام بالصحة النفسية ورفع الوعي المجتمعي ومع تقدّم الطب وازدياد الاهتمام بحقوق المرضى، يظلّ الأمل قائمًا في الوصول إلى علاج جذري يخفّف من معاناة ملايين المصابين حول العالم.