مغارة جعيتا في لبنان واحدة من المغارات المشهورة عالميا التي يرتادها السياح بشكل مستمر.
 مغارة جعيتا، تنبض في قلب جبل لبنان الشامخ على بعد عشرين كيلومتر إلى الشمال من بيروت، وهي من أجمل  المغارات في العالم وأكثرها اتساعا، حيث تحول الماء إلى نحات ماهر، عمل ملايين السنين في تكوين عالم من القبب والمنحوتات بروعة يعجز المرء عن وصفها، وكلما ابتعدت داخل المغارة، ازددت تعلقا بهذا الفن الطبيعي.
تتألف المغارة من مغارتين: عليا جافة، وسفلى يجري فيها نهر جوفي، وظلت المغارة منذ اكتشافها قبلة أنظار الزائرين، ومرفقا سياحيا يخطف الأنظار.
ولا يكاد الزائر يصدق ما يرى، كأن كل  مدارس النحت والرسم اجتمعت لتقدم أفضل منحوتة في التاريخ، فكم فيها من التماثيل العاجية والمحفورات النادرة الشكل تكونت بأسلوب طبيعي غاية في الروعة والجمال.
التجوال في أرجاء المغارة السفلى يقتضي استخدام قارب صغير، رحلة تدوم دقائق معدودات؛ لكنها تكشف آيات من الجمال الباهر، حيث الرواسب الكلسية التي ترتفع أحيانا وتتدلى أحيانا، وتتلون بالأبيض العاجي والأحمر المرجاني، وحين تداعبها تيارات الهواء، تتشكل معزوفة موسيقية شفافة.
ومن المغارة السفلى تذهب إلى المغارة العليا، فتستقبلك مؤثرات صوتية أشبه بزقزقة العصافير وحين تسير في الممشى المتعرج الذي يخترق بطن المغارة بمسافة 800 م عمقا يخيل إليك أنك ترى ما سبق أن رأيته في المغارة السفلى، لكن المغارة العليا أقدم من أختها، والمنحوتات المتدلية والمرتفعة أكبر وأوضح.
مغارة جعيتا  أشبه بمتحف طبيعي يضم المنحوتات والنقوش والزخارف ذات الأشكال المتعددة التي تبهر الناظر إليها من شدة سحرها وصفائها، تمشي في الممر الذي يصل أول المغارة بآخرها، وتتخيل ما تشاء، ويرجع بك المكان الى آلاف السنين إلى الوراء، وتخرج من المغارة وتقف مفتونا بما شاهدت من الكنوز الطبيعية.
مغارة جعيتا مزدحمة بالألغاز والأسرار، لأن أي فجوة مهما صغر حجمها قد تكون مدخلا لقبو مجهول وغير مكتشف، تمتد كيلومترات، ولهذا فإن الاكتشافات في المغارة لن تتوقف.