شهد الأردن بداية عام 2025 إطلاق مشروع ضخم يهدف لحل مشكلة المياه عبر محطة تحلية كبيرة تمر مياهها عبر أنابيب تمتد لمئات الكيلومترات من العقبة إلى عمان، الكثيرون يرون هذا المشروع إنجازًا تاريخيًا سيزود المملكة بكمية مياه كبيرة ويساهم في تخفف أزمة شح المياه التي تعاني منها المملكة.
إلا أن هناك أصوات أخرى تطرح تساؤلات جدية عن الكلفة المالية لهذا المشروع وأثره على البيئة وهل هو الحل الأمثل أم مجرد خطوة سريعة غير مدروسة.
المؤيدون يرون أن المشروع سيكون حلاً نهائيًا لأزمة المياه ويمنح الأردن استقلالية في مصادر المياه ويساهم في تعزيز التنمية الزراعية والصناعية، أما المعارضون فيخافون من تأثيرات المشروع البيئية مثل: زيادة ملوحة البحر والآثار السلبية على الحياة البحرية في العقبة وكذلك قلق من أن الاعتماد على مصدر واحد للتحلية قد يعرض البلاد لمخاطر في حال حدوث أعطال أو مشاكل في المستقبل.
هذه التساؤلات تجعلنا نعيد التفكير في أهمية تنويع مصادر المياه بين التحلية وإعادة استخدام المياه وتحسين كفاءة استهلاكها، ومن المهم أيضًا أن يكون هناك شفافية في الدراسات البيئية والمراقبة المستمرة لضمان عدم تعرض البيئة للمخاطر.
كما يرى كثيرون أنه يجب الاستماع للمجتمع المحلي وتحديدًا سكان العقبة والمزارعين المعنيين المباشرين في هذا المشروع للمساهمة في جمع الآراء ووجهات النظر والاستفادة منها لضمان تحقيق توازن بين المنافع والأضرار.
في النهاية مشروع التحلية خطوة كبيرة لكنها ليست الحل النهائي بل يجب أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة للحفاظ على مواردنا المائية، وهذا يتطلب تضافر الجهود بين أبناء الوطن والجهات المعنية وتقييم دائم لكل مراحل التنفيذ لضمان مستقبل مستدام للمياه في الأردن.