في قلب منطقة البلقان تقع ألبانيا الدولة الأوروبية الصغيرة التي تخفي بين جبالها وسواحلها كنوزًا طبيعية وتاريخية لا تُقدّر بثمن، تقع ألبانيا في جنوب شرق أوروبا وتحدّها كوسوفو من الشمال الشرقي ومقدونيا الشمالية من الشرق واليونان من الجنوب بينما تمتد سواحلها غربًا على طول البحرين الأدرياتيكي والأيوني مما يمنحها طابعًا بحريًا ساحرًا.
تجمع ألبانيا بين الجبال العالية مثل جبال الألب الألبانية والسهول الخضراء والشواطئ الرملية ذات المياه الفيروزية النقية، هذا التنوع الطبيعي جعل منها وجهة مفضّلة لمحبي المغامرة والطبيعة يمكن للزائر أن يتنقل في يوم واحد من قمة جبل إلى شاطئ هادئ، والأنهار والبحيرات في ألبانيا تُضفي جمالًا إضافيًا على المشهد ومن أبرزها بحيرة شكودرا أكبر بحيرة في منطقة البلقان والتي تُشكّل محمية طبيعية للطيور والحياة البرية.
وتتمتع ألبانيا بمناخ متوسطي يكون الشتاء معتدلًا ورطبًا بينما الصيف حارّ وجافّ مما يجعلها مناسبة للزيارة طوال أغلب أشهر السنة ففصل الصيف بشكل خاص يُعد موسمًا سياحيًا نشطًا إذ تُقام فيه المهرجانات الثقافية والموسيقية في المدن والسواحل.
وتتمتع أيضًا بتاريخ عريق وحضارات متعاقبة ولعب الموقع الجغرافي لألبانيا دورًا كبيرًا في جذب العديد من الحضارات القديمة فقد تعاقبت عليها الإمبراطوريات الإغريقية والرومانية والبيزنطية والعثمانية وكل منها ترك آثاره المعمارية والثقافية، من أهم المدن التاريخية فيها بُترينت وهي مدينة أثرية مُصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو وتُعد شاهدًا حيًا على التاريخ العريق لألبانيا.
كما تزخر العاصمة تيرانا بمزيج من الحداثة والتقاليد تنتشر المتاحف والحدائق والمباني التي تروي حكاية وطنٍ أعاد بناء نفسه بعد سنوات طويلة من العزلة السياسية.
ويُعتبر شعب ألبانيا شعبًا مضيافًا بثقافة مميزة ومعروف بكرمه وحُسن ضيافته ويتميّز بثقافته المتنوعة التي تتجلّى في اللباس التقليدي والرقصات الفولكلورية والمأكولات الشعبية مثل "تافا كوسي" و"فَرجِسة" التي تعبّر عن مزيج من التأثيرات المتوسطية والشرقية.
وفي السنوات الأخيرة بدأت ألبانيا تخطو خطوات سريعة نحو تطوير السياحة من خلال بناء الفنادق الحديثة وتحسين الطرق والترويج لمدنها وشواطئها عبر العالم وهي اليوم تُعد واحدة من أكثر الدول الأوروبية نموًا في عدد السياح خاصة مع انخفاض تكاليف السفر إليها مقارنة بدول أخرى.
وألبانيا ليست مجرد دولة على الخارطة بل لوحة فنية طبيعية وثقافية تستحق الاستكشاف من يزورها يكتشف قلب البلقان النابض بالحياة والتاريخ والجمال.