تتوقّف أحيانًا في بعض المواقف لعدم القدرة على الإجابة.. تجلس وحيدًا في غرفةٍ مليئة بالناس؛ على كرسيٍّ من التوتّر في غرفةٍ جدرانها من الضغوط، تمضي إلى فراشك لتغطّي نفسك ببطّانيةٍ من أفخر أنواع التوتّر والقلق.. تُشعرك بالبرد القارس وتضع رأسك على وسادةٍ محشوّةٍ بريش الماضي لترتاح.. في عقلك تتحرّك الكلمات كأنّها أشباح.. لا تستطيع الخروج إلّا بعد إيجاد مفتاح الباب ترفع عينيك إلى سقف غرفتك فترى توقّعاتٍ لا تقدر على بلوغها؛ فسقفك شاهق.
تستيقظ لترى شخصًا يُسمّى الذات يقف إلى جوارك وهو في أسوأ حالاته.. ينتظر أن تحيا من جديد.. يُمسك بيده قليلًا من الأمل.. متأملاً بأن تهتمّ به.. لكنّ هذا الأمل يكاد أن يتبخّر... تُلقي نظرةً على أشعّة الشمس التي تأتي من فتحات الستارة وكأنّها رسالةٌ خافتةٌ من التفاؤل تحاول اختراق ظلام الغرفة.
تفتح الستارة فتدخل الأشعّة تسحب برودة جسدك وتُمدّك بالدفء الذي كنت تحتاجه... تستلقي على الأرض وتستنشق الهواء النقيّ المنعش يقتحم صدرك ويدخل بكلّ ودّ ليعطيك رسالة الحياة... فما بالك تتصرّف كأنّك عَلِمتَ بدخولك النار ولا حيلة في اليد؟ ما يزال طريق الحياة طويلًا؛ طريقٌ شاقٌّ منعش وكأنّك تدرس مادّةً تُبغضها تحت شمس الغروب ونسيم الهواء العليل ومع الوقت تُعجبك المادّة شيئًا فشيئًا فقط لأنّك تدرسها في مكانٍ تعشقه.
تُغمض عينيك لحظةً؛ فتسمع الأشباح في عقلك تحاول فتح الباب بعدما وجدت المفتاح تخلَّ عن أعباء الماضي ولا تُشغل نفسك بالمستقبل... افتح لقلبك نوافذَ تدخل منها أشعّة الشمس المحمولة بالطاقة والحيويّة.
دع هذه اللحظات البسيطة تكون سبب سعادتك الدائمة وسبب تغيّر منظورك لأمور الحياة... اغمر نفسك بها؛ فهي تمنحك القوّة على تجاوز الصعوبات... ستُدرك أنّ الحياة ليست مجرّد سلسلة تحدّياتٍ نواجهها؛ بل هي أيضًا مجموعة لحظاتٍ تُعيد إليك الأمل وتفتح أمامك أبوابًا جديدة.
تبنّى فكرة أنّ كلّ تجربة مهما كانت قاسية تحمل في طيّاتها درسًا وتحدّيًا يمنحانك فرصةً للنموّ والتطوّر.. سترى في كلّ شعاع شمس.. وفي كلّ نسمة هواء.. وفي كلّ لحظة صمت.. فرصةً للتجديد وإعادة اكتشاف نفسك.