في إحدى المدن البعيدة، في منتصف فصل الشتاء البارد، كان هناك عبدٌ يعمل لدى رجلٍ قاصٍ وبخيلٍ، يقوم بضربه إذا أخطأ، يقدم له قليلًا من الطعام، وفي أحد صباحات الشتاء البارد طلب منه أنْ يملأَ الجرةَ بالماء من البئر الذي يبعد عن البيت عدة كيلو مترات.
في طريق عودته انطلقتْ قدم العبد وكُسرتْ الجرةُ، علم السيد بالأمر، فغضب منه وضربه حتى سال دمه، لم يحتمل العبد الألم فهرب باتجاه الغابة، أثناء سيره سمع صوتًا غريبًا جدًا يمّم شطر الصوت، ففوجئ بوجود أسد يفترش الأرض، يئن من الألم الذي حل به بسبب جرح في قدمه التي اخترقها سهم، اقترب منه ببطء وحذر، خاف الأسد ونظر بعينين العبد، لمح بريقًا بعينيّ الأسد تشي باطمئنانه للعبد، هدهدَ العبد على جسم الأسد ليشعر بالأمان، ثم خلع سترته الصوفية التي لم يكن يرتدي غيرها، ثم سحب السهم من قدم الأسد وربطها بسترته الصوفية.
عاد الأسد ينظر بعينيّ العبد، أشعل العبد النار قرب الأسد سعيًا للدفء، جلس العبد قرب النار يرتجف من البرد، فجأةً سمعَ أضوأتا تقتربُ منه أدرك أنّ سيده ورجاله يبحثون عنه، هربَ العبدُ باتجاه البحر، وجدَ الرجالُ الأسدَ جالسًا قرب النار، قاموا بربطه وأخذه، استمر الرجال بالبحث عن العبد بعد يومين وجدوه ملقىً على مقربة من شاطئ البحر مغشيًا عليه من البرد و الجوع، ربطوه وأخذوه إلى بيت سيده.
كان سيده غاضبًا منه، وعندما عاد العبد إلى وعيه ألقاه في قفص الأسد، كان وجهًا لوجه مع الأسد، شعرَ بالخوف من الأسد، وظنّ انّ الأسدَ سيأكله، اقتربَ الأسد من العبد وحكَّ رأسه بقدم العبد فانحنى العبدُ للأسد وعانقهُ، أدرك العبد انّ الأسد تذكرهُ، ففرحَ كثيرًا، علمه بعض الحركات التي يتعلمها الأسود في السيرك، تفاجأ السيد من أمرهما، غضب كثيرًا، ضرب بسوطه الأسد، غضبَ الأسد وكسر القفص ركب العبد على ظهر الأسد وركض به نحو القرى البعيدة.
درب العبدُ الأسدَ جيدًا، و تجولا في أنحاء القرى يعرضان بعض الحركات مقابل مبلغ زهيد من المال، فرحَ الناسُ بالعروض، طلبوا من العبدِ أن يستمر بالعرض على مدار السنة، حررَ الخيرُ العبدَ من الأسر، لذلك جمع العبد ثروة وحرر عبيد كثر في مدن عدة.