إن العلماء العرب والمسلمين مثلوا حجر الأساس الذي قام عليه عصر النهضة بأعمالهم وإنجازاتهم العلمية، بما فيه من تطورات علمية ونقلة نوعية للحضارة البشرية، فقد اعتمد الأوروبيون بشكل كبير على المؤلفات العربية والإسلامية بعد ترجمتها من العربية إلى اللاتينية.
ومن أشهر هؤلاء العلماء هو أبو علي بن الحسين بن عبدالله بن الحسن، أو كما نعرفه بـ "ابن سينا" والذي كان له دور كبير في كثير من الاكتشافات الطبية، فقد كان أول من كتب عن الطب في كتابه المشهور "القانون في الطب"، هذا الكتاب الذي شكل موسوعة علمية أُعتمد تدريسها في الجامعات والمعاهد، وذلك لاحتوائه على كثير من المواضيع والشروحات الطبية، مثل: علم التشريح و الجراحة؛ فقد  أظهر براعة فائقة في طرق وقف النزيف، مثل: الكي أو إدخال الفتائل، كما نبه إلى ضرورة الحذر من إصابة  الشرايين أو الأعصاب. 
  كما شرح الأدوية والمركبات العلاجية، وأوصى بضرورة تغليف الحبوب التي تعطى للمريض.
ومن أعظم اكتشافاته التي ذكرت في كتابه (الدودة المستديرة) أو كما أسماها العلماء في عصرنا الحالي بـ(الانكلستوما)، وقد وصفها ابن سينا وصفًا دقيقًا وبين المرض الذي تسببه والذي يُعد من أكثر الأمراض انتشارًا في وقتنا الحالي كما بيّن طريقة علاجه.
  وما زال هذا الكتاب مرجعًا مهمًا في العديد من النظريات العلمية في المختبرات الحديثة، ويمثل قاعدة الهرم للتطور الطبي في اكتشاف جسم الإنسان وأمراضه وطرق العلاج. 
وكان أمير الأطباء أول من اكتشف طرق العدوى لبعض الأمراض، مثل: الجدري والحصبة، فقد ذكر أن هذه الأمراض تنتقل بواسطة كائنات صغيرة عن طريق الهواء والماء، وهذا ما توصل له العلماء بعد اكتشاف المجهر وأكدوا صحته.
ولم يفصل عميد الطب أهمية العلاج النفسي عن العلاج الجسدي، فهو يعتبر من الأوائل الذين وضحوا آثر الأمراض النفسية على الآلام العصبية. وهذا ما يتبعه أطباءنا في وقتنا الحالي لعلاج الكثير من الأمراض.
ومن هنا نجد أن حجر الأساس لكثير من الاكتشافات والتطورات لصحة الإنسان وأمراضه وغذائه وعلاجه في عصرنا الحالي يعود لأمير الأطباء "ابن سيناء".