في زوايا المختبرات الجامعية وورش الشباب ومراكز الإبتكار المحلية، تولد أفكار غريبة قد تثير الدهشة في بدايتها لكنها تحمل بين طياتها بذور التغيير الحقيقي.
في الأردن لا تنبع العبقرية فقط من ضجيج المدن الكبرى، بل من شغف شبابي يتحدى الإمكانيات المحدودة ويحوّل التحديات اليومية إلى حلول مبتكرة وغير تقليدية.
من أبرز هذه الإختراعات جهاز ابتكره طلاب من جامعة العلوم والتكنولوجيا لقياس نسبة المياه في خزانات البيوت بإستخدام تطبيق على الهاتف المحمول، يعتمد على موجات صوتية بدلاً من أجهزة الاستشعار التقليدية ورغم بساطته، ساعد هذا الإختراع كثيرًا من الأسر في المناطق التي تعاني من انقطاعات المياه في إدارة استهلاكهم بدقة.
وفي قصة أخرى، طوّر طالب في جامعة البلقاء التطبيقية عصا ذكية للمكفوفين، لا ترشدهم فقط عبر الطريق باستخدام أجهزة استشعار، بل تتعرف أيضًا على ألوان الإشارات الضوئية وتترجمها إلى اهتزازات مختلفة مما يسهم في دمج ذوي الإعاقة البصرية بشكل أوسع في الحياة العامة.
كما ابتكر فريق من المهندسين الشباب جهازًا بسيطًا لتحويل الهواء الرطب إلى مياه صالحة للشرب في المناطق الصحراوية، ورغم أن التكنولوجيا معروفة عالميًا إلا أن ما يميز النسخة الأردنية هو تكلفتها المنخفضة واعتمادها على الطاقة الشمسية، مما يجعلها خيارًا حيويًا في قرى البادية.
هذه الاختراعات التي قد تبدو غريبة للبعض، ليست سوى انعكاس لواقع يفرض على العقول الأردنية أن تبتكر بحلول عملية وغير تقليدية وإنها اختراعات من الحياة وللحياة، تحكي قصة شباب قرروا أن يكونوا جزءًا من الحل لا من المشكلة.
وفي زمن تتسارع فيه التكنولوجيا، تثبت العقول الأردنية أن الإبداع لا يحتاج لموارد ضخمة بقدر ما يحتاج لعيون تراقب الواقع وقلوب لا تتوقف عن الحلم.