تُعدّ أزهار العرفج من أبرز رموز الجمال الطبيعي في البيئات الصحراوية، فهي تزدهر في قلب الصحراء وتضفي على المشهد القاسي لمسة من البهجة، بلونها الأصفر الفاتن الذي يلفت الأنظار ويبعث الأمل.
تنتمي هذه الأزهار إلى نبات العرفج، وهو نبات شجيري صحراوي معمر، ينمو في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، لا سيما في الجزيرة العربية وأجزاء من الأردن والعراق، ويُعرف بتحمّله الشديد للجفاف والحرارة.
تتميز أزهار العرفج بلونها الأصفر الزاهي الذي يتناثر على الأغصان الرفيعة للنبات في فصل الربيع، فتبدو وكأنها بقع ضوء تزين رمال الصحراء، ويُعد تفتح هذه الأزهار مؤشرًا بيئيًا مهمًا، إذ يدل على انتهاء فصل الشتاء وبداية الانتعاش البيئي في الصحارى، حيث تنشط الحشرات والنحل الذي يتغذى على رحيقها.
العرفج ليس مجرد نبات جميل المنظر، بل له أيضًا أهمية بيئية كبيرة؛ فهو يُسهم في تثبيت التربة ومنع التصحر، كما يشكل مأوىً ومصدرًا للغذاء للعديد من الكائنات الصحراوية الصغيرة، أما من الناحية التراثية، فقد عرفه البدو قديمًا  واستخدموا أغصانه الجافة كوقود لإشعال النار، لما له من خصائص سريعة الاشتعال.
ويولي الباحثون والمهتمون بالغطاء النباتي اهتمامًا متزايدًا بهذا النبات، نظرًا لقيمته البيئية وقدرته على التكيّف مع الظروف القاسية كما تسعى بعض الهيئات البيئية في الأردن ودول الخليج إلى حماية نبات العرفج من الرعي الجائر والاحتطاب غير المنظم، للحفاظ عليه كجزء من التوازن البيئي الفريد للصحارى.
ومع كل ربيع، تعود أزهار العرفج لتُذكّر الإنسان بجمال الطبيعة و بقدرتها على العطاء حتى في أقسى الظروف.
بهذا الجمال الصارخ والبساطة الآسرة، تبقى أزهار العرفج رمزًا لصمود الصحراء وازدهارها، وعلامة فارقة في خارطة التنوع البيئي للمنطقة.