تعد المهرجانات الثقافية من أبرز عناصر الجذب السياحي التي تسهم في تنشيط الحركة السياحية وتعريف الزوار بتاريخ الشعوب وثقافاتهم وتعزيز التبادل الحضاري بين الدول.
المهرجانات ليست مجرد فعاليات ترفيهية مؤقتة بل هي نافذة مفتوحة على تراث الأمم وفنونها وإبداعاتها ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في خطط التنمية السياحية المستدامة ومن الأمثلة البارزة على ذلك مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي بات علامة فارقة في المشهد الثقافي والسياحي الأردني.
لقد أثبتت المهرجانات الثقافية قدرتها على استقطاب آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم حيث تأتي الوفود لحضور الفعاليات المتنوعة التي تجمع بين الموسيقى والمسرح والشعر والفنون التشكيلية والحرف اليدوية، كما تسهم هذه المهرجانات في تنشيط قطاعات اقتصادية عديدة مثل الفنادق والمطاعم والنقل والأسواق المحلية ما يعزز الدخل القومي ويوفر فرص عمل مؤقتة ودائمة للسكان المحليين.
ويبرز مهرجان جرش نموذجًا حيًا على نجاح المهرجانات الثقافية في دعم السياحة فهذا المهرجان العريق الذي يقام في المدينة الأثرية جرش يجمع بين عبق التاريخ وجمال الفنون ويستقطب سنويًا نخبة من الفنانين العرب والعالميين إلى جانب آلاف الزوار من الأردن والدول المجاورة والسياح الأجانب.
ويتميز المهرجان بعروضه المتنوعة التي تقام بين الأعمدة الرومانية والمسارح الأثرية مما يمنح الزائر تجربة فريدة تجمع بين الترفيه والاطلاع على إرث حضاري عريق.
كما يسهم مهرجان جرش في تعزيز صورة الأردن كوجهة سياحية آمنة وغنية بالثقافة ويساعد في إبراز الوجه المشرق للبلاد أمام العالم ولعل من أهم ميزات هذا المهرجان قدرته على الدمج بين الحداثة والأصالة وإحياء التراث الشعبي إلى جانب تقديم الفنون الحديثة.
تعد المهرجانات الثقافية وسيلة فعالة لترويج السياحة المستدامة وحلقة وصل بين الماضي والحاضر ونافذة مشرعة للتعارف بين الشعوب ومهرجان جرش خير مثال على ذلك حيث استطاع عبر العقود أن يكون منصة للثقافة والفن ومحركًا للتنمية السياحية والاقتصادية في الأردن.