يحكى أن هناك عائله سعيدة، تعيش في حي هادئ وبيت جميل يحاط بالأزهار والأشجار الخضراء المثمرة.
تتكون من أب وأم وطفل يُدعى أحمد، الأب يعمل في التجارة، وأما الأم ربه منزل تعتني بولدها الذي يبلغ من العمر ١٤ عام، وهو طالب نشيط متفوق في دراسته ويحب والديه ومحافظ على صلاته، وكان مهتمًا في مساعدة الأحرين.
ولمثابرة أحمد، وحبه مساعدة الأحرين والقيام بالأعمال التطوعية، قرر والديه مكافأته وأخذه إلى العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان، ففرح كثيرًا وتحمس كثيرًا وذهب لكي يحضر حقيبته، وفي اليوم التالي ذهب أحمد مع والدته إلى السوق لكي يُحضر ملابس العمرة وكان الحماس يملأ عينيه.
وفي صباح اليوم الذي يليه؛ لبس أحمد وعائلته ملابس الإحرام وانطلقت العائلة إلى أداء مناسك العمرة، وعندما رأى أحمد الكعبة المشرفة أمام عينية للمرة الأولى في حياته، فاضت عيناه بالدموع وبدأ بالبكاء.
وبالفعل أدت العائلة مناسك العمرة، وأحضرت العائلة هدايا العيد والتمر والسواك وماء زمزم للأهل والأصدقاء.
وفي طريق العودة ليلًا، والطريق مظلمة في الصحراء، تعرضت العائلة إلى حادث أدى إلى وفاه الأب والأم، فحزن أحمد كثيرًا على وفاه والديه ولم يعد له عائله ووضع في دار للأيتام.
أخذ احمد يتقبل ما هو عليه من وضع، وقرر أن يكمل دراسته ويكمل ما كان عليه من صفات أحبها والديه فيه، ولكن لم يجد المال الكافي لاستكماله، إلا أن أحد الأغنياء تطوع للتكفل بمصاريف أحمد لاستكمال دراسته دون أن يعلم أحمد من يكون هذا الرجل.
بينما كان أحمد يلعب ويلهو مع الأطفال سمع أحد الرجال يتكلم مع الإدارة لكي يعرف من هو هذا الطفل فبقي اسمه محفورًا في راس أحمد، وبعد مرور الزمن وأصبح أحمد طبيبًا ماهرًا في وظيفته كما كان وهو صغير، وفي أحد الأيام بينما كان يعمل في المستشفى جاء له مريض وكان من الضروري التبرع له بدم، فقرر الطبيب أحمد أن يتبرع بالدم دون معرفه هوية الشخص المحتاج، وبعد أن تبرع أحمد علم أن الشخص الذي تبرع له بالدم أكتشف أنه الشخص الذي تكفل بتعليمه.
هذا يدل على أن (ما تزرعه ... تحصده)