يلعب الشباب دورًا محوريًا في إحداث التغيير الاجتماعي في مختلف أنحاء
العالم بفضل التكنولوجيا والتعليم، والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويمتلك
الشباب اليوم منابر قوية للتعبير عن آرائهم والدعوة إلى التغيير ونتيجة لذلك؛
نجدهم في طليعة الحركات الاجتماعية والسياسية، ويقودون المبادرات التي تهدف إلى
معالجة التحديات التي تواجه مجتمعاتهم.
يعتمد الشباب في قيادتهم للتغيير الاجتماعي على عدة عوامل، من بينها
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الوعي وإيصال صوتهم إلى جمهور واسع من خلال المواقع
الاجتماعية، مثل: إكس، وإنستغرام، وتيك توك، وفيسبوك، وغيرها، ما يُمكن الشباب من
مناقشة العديد من القضايا الهامة، مثل: العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين
وحماية البيئة وغيرها مع أي مجموعة شبابية في مجتمعهم أو في العالم، مما يسهل عليهم
من عملية تبادل الأفكار والتحرك نحو أهداف مشتركة.
إضافة إلى ذلك، يلجأ الشباب إلى التحرك العملي من خلال المشاركة في
الملتقيات، وتنظيم الحملات، والتطوع في المجتمعات المحلية، وهذه الأنشطة تسمح لهم
ليس فقط بالتعبير عن آرائهم بل وأيضًا بتطبيق أفكارهم على أرض الواقع، مما يساهم
في إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم.
هناك مجموعة من القضايا التي تحظى باهتمام الشباب بشكل خاص. من أبرزها: التغير
المناخي وحماية البيئة: ويعتبر التغير المناخي من القضايا الملحة التي تشغل بال
الشباب اليوم، حيث يدركون أن مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة يعتمد بشكل كبير
على القرارات البيئية التي تتخذ الآن، ويطالبون الحكومات باتخاذ إجراءات عاجلة
لمواجهة التغير المناخي. وأيضًا العدالة الاجتماعية والمساواة: يطالب الشباب
بالعدالة الاجتماعية ويعارضون التمييز بجميع أشكاله، سواء كان ذلك بسبب العرق أو الدين أو الجنس، ويحرص الشباب على بناء
مجتمعات أكثر انفتاحًا وتقبلًا للتنوع. وكذلك القضايا التكنولوجيا والخصوصية
الرقمية: مع استخدام التكنولوجيا بشكل متزايد، يزداد قلق الشباب بشأن قضايا الخصوصية
الرقمية والأمان على الإنترنت، كما يدركون أهمية التكنولوجيا كأداة للتغيير
الاجتماعي، مما يجعلهم يسعون لتحقيق توازن بين الفوائد والمخاطر.
يلعب الشباب دورًا رئيسًا في قيادة التغيير الاجتماعي، مدفوعين برغبة قوية
في بناء مستقبل أفضل وأكثر عدالة؛ من خلال استخدام التكنولوجيا والاشتراك في
الأنشطة الاجتماعية والسياسية، ويواصلون الضغط من أجل إحداث تغيير ملموس في
القضايا التي تهمهم والتي تشكل مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم