سوريا البلد الذي كان يومًا مهد الحضارات ومنارةً للتاريخ والثقافة، بات اليوم مرادفًا للحزن والمعاناة أكثر من عقدٍ من الزمن، حيث عانى الشعب السوري من ويلات حربٍ أتت على الأخضر واليابس وخلّفت وراءها دمارًا ماديًا وروحيًا يصعب وصفه بالكلمات.
ملايين السوريين اضطروا لمغادرة ديارهم، حاملين معهم ذكريات وطنٍ كان يومًا جميلًا؛ بحثًا عن ملاذٍ آمنٍ في شتات الأرض، أما من بقوا في الداخل فهم يقاومون يوميًا صعوبة الحياة تحت وطأة الحرب، والانهيار الاقتصادي، ونقص الموارد الأساسية.
 أطفال سوريا الذين كان من المفترض أن ينعموا بالبراءة واللعب وجدوا أنفسهم في مواجهة واقعٍ قاسٍ محرومين من التعليم والاستقرار.
الدمار الذي لحق بالمدن السورية، مثل: حلب، ودمشق، وإدلب، وحمص، ليس فقط دمارًا في الحجر بل أيضًا في نفوس سكانها، الأماكن التي كانت يومًا تعجّ بالحياة أصبحت أطلالًا صامتة شاهدة على مأساة شعبٍ أُجبر على دفع ثمن الصراعات.
ورغم كل هذا الألم بقى بصيصٌ من الأمل لم ينطفئ في قلوب السوريين بعودة الاستقرار والحرية لبلدهم، وبالفعل عاد الأمل والحياة لقلوب السوريين، رغم الأوجاع والألم على ما خسروه من الأرواح والبيوت، وما عانوه من ويلات الحرب والتهجير والنزوح واللجوء. يسعى السوريون اليوم، لإعادة بناء ما دمّرته آلة الحرب سواء على المستوى المادي أو النفسي.
 في المهجر حاول السوريون الحفاظ على هويتهم وتراثهم، حيث عملوا على نقل صورة للعالم عن قوتهم وصمودهم وحقهم في الحرية والعيش بوطنهم بعزة وكرامة.
سوريا اليوم ليست كما كانت لكنها تحمل في أعماقها روحًا لا تنكسر إنها قصة شعبٍ يرفض الاستسلام رغم كل شيء ويحلم بوطنٍ يعيد له كرامته، سلامه، وإنسانيته.