التولبا، عبارة عن صديق ناتج عن تخيلات وهمية في عقل الإنسان لا وجود لهُ في الواقع، يعمل الفرد على تخيله لساعات، وتغذيته والتقرّب منهُ والتحدث إليه دون خوف أو خجل، لتعرضه لأزمة ما او فقدان شخص معين يحتاج إليه في تلك الفترة.
التولبا هي ظاهرة نفسية واجتماعية، حيث يتخيل الطفل خصوصًا صديقًا خياليًا، يبدو له حقيقيًا، يشاركه همومه وأفكاره ويومياته، وقد يقوم هذا الصديق الخيالي بأدوار كثيرة في حياة الطفل ،ففي بعض الأحيان يختلق العقل كيانًا ما يتواجد معك دائمًا في كل لحظات حياتك كوعي ثانٍ مستقل عن وعيك وشخصيتك الحقيقية التي تظهر بها في حياتك لكنكما تشتركان نفس الميول، وهذا ما يجعل عقلك الباطن يبقيه معك باعتقاد أنه من الممكن أن يجعلك سعيدًا.
فهو يحدث بشكل خاص وكثير عند الفئات العمرية التي مازالت تمر بفترة الطفولة، فالأطفال بطبعهم يريدون صديقًا دائم يجاورهم بكل لحظة يمرون بها كالأطفال الذين يُعانون الوحدة، يحتاجون لشخص يملئ لهم هذه الوحدة، كما أنهم يخلقونه لتعبئة فراغ ما بداخلهم لكي يشعروا أنهم لا يختلفون عن باقي الأطفال الذين من نفس أعمارهم.
والعديد من مشاكل الأطفال كالإهمال من قبل آبائهم او أمهاتهم، وعدم شعورهم بالاطمئنان، أو شعورهم بالتهديد داخل الأسر، أو فقدان أحد الوالدين او صديق مقرب لا يستوعب العقل فقدانه، عندها يقوم الباطن بعمل نسخة طبق الأصل منه في خياله
أما هؤلاء البالغين الذين يخلقون التولبا أو ما زال معهم منذ الصغر فهم هؤلاء المنطويين المنعزلين عن العالم الذين لا يحبون الاختلاط او التقرب من أحد.
فالقليل منهم كان يواجه صعوبة في تخلصه من هذا الخيال المستمر، فقد حاولوا البوح عنه لكن لم يجدي نفعًا لعدم وجود شخص يهتم أو يستمع لما قد يقولونه فلم ولن يراه إلا هم.
هل من الممكن التخلص من هذا الوهم ؟
نعم.. من الممكن ذلك إذا بدأ هذا الشخص بعدم تضخيم الأمور وإعطاؤها أكبر من حجمها وإنما جعل الأمر يبدو صغيرًا بل أصغر ما يمكن، ولا ينسى الثقة بالله و بالنفس والتوكل على الله في جميع الأمور.
لذلك ينصح عند حدوثها التوجه إلى طبيب نفسي لمعالجتها أن لم تنفع محاولات التخلص منها.