أدى تطور وتسارع ثورة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا في السنوات القليلة الماضية، وانتشار الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، إلى حدوث ثورة في فضاء الإنترنت والترفيه والدعاية والإعلان.
فأصبحت هذه التكنولوجيا بابا مفتوحا على كل شيء، ولكل فرد في مجتمع صار جل إعتماده على التكنولوجيا وفضاء الانترنت، دون وجود أدنى مستويات الرقابة والمتابعة.
وفي دول العالم النامية ونتيجة لشح وسائل الترفيه، وحب الفضول واكتشاف المجهول والاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، وجد أفراد مجتمعاتها ضالتهم بهذه التقنيات سهلة المنال.
وكما أن لهذه التكنولوجيا إيجابيات لها سلبيات كثيرة أيضاً، قد تفوق ايجابياتها في بعض الأحيان.
وبحسب الإحصائيات فإن معظم دول العالم الثالث والدول النامية تستخدم هذه التقنيات وبشكلها السلبي أكثر من الاستفادة من التطور الناتج عنها، بعكس الدول المتقدمة التي يزيد فيها معدل استخدام التكنولوجيا بشكله الإيجابي.
وفي خضم هذه الثورة ما كان من الشركات التجارية العالمية الكبرى والصغرى، وبعض المنظمات والمؤسسات؛ إلا أن استغلت الفرص وسارعت لنشر ثقافتها، لما لاحظوه من تهافت على فضاء الانترنت المفتوح.
فبدأت الشركات والعلامات التجارية بالترويج لمنتجاتها وأفكارها، والإعلان عنها بطرق مختلفة بعيدة عن أي نوع من أنواع الرقابة، واستغلال حاجة المتلقي، من خلال الترويج لمنتجاتها بأساليب تختلف من بلد إلى أخر.
إضافة إلى إنتشار ملايين الصفحات الالكترونية التي لا يوجد تأكيد على صحة المعلومات الواردة فيها، وخاصة في المجالات الطبية، كالإعلان عن مستحضرات التنحيف وتخفيف الوزن وبعض الأجهزة الرياضية.
ومن هنا تكمن مسؤولية المجتمع والحكومات والهيئات المختصة والعاملين في مجال الإعلام والإعلان، للتوعية بهذا الأمر، فالمجتمع أمام غزو في كل الاتجهات وأفراده فرائس يسهل اصطيادها والتغرير بها.