ما زلت هنا بين الأمس واليوم وغدًا، بين مشاعري المختلطة، إلى أين أنتمي، إلى وطن ترعرعت في ثراه؟ أو ربما لبلد عشت أحلم بشم طيب ثراه.
حينما كنت أحلم بك ليلاً ونهارًا، فجرًا وعشاءً، أيعقل أن أنسى؟ 
بحثت بين أوراق التاريخ، بين الأساطير المنسية، بين مواقع الجغرافيا، بين النضال والثورات، بين الخيانة والنكبات.
أين حدود بلادي؟ أين الأطفال والأحلام والطموح؟
طفلٌ جريح يصرخ صامدون 
أُمٌ تقول فداكِ يا بلادي أولادي ودياري
بين سطوري هذه... كلمات بين روح الروح، وبين سطور التاريخ، وبين الخرائط والأساطير لم أرى حدود بلادي.
حقائبنا على ظهرنا ننظر إلى الوراء، إلى بلادي التي يكسوها الدمار، إلى بكاء طفلٍ فقد وطنه ومدرسته، طفلٍ لم يرى يومًا سلامًا، طفلًا كل ما يريده هو أن يعيش في بلده الأمن. هذا لأنه لاجئ يبحث عن ما يسمى بالبيت.
أبًا فقد أرضه وزيتونة ليرى خضرتها بعيون ولده في اشتياقه لبلده في خيمته في مساعدات الذل. 
أرى بحرك يا يافا من بين الغيوم في السماء التي تنادى كل يوم، كل لاجئ لطلب التحرير، ونحن لا زلنا نؤمن أن السماء تسمعنا وتنقل أصواتنا إليك أنت بلادي.
كل يوم... وكل ساعة... وكل دقيقة... أراك، أراك في كل لمعة عين، في كل ضحكة في كل دمعة في كل كلمة وطن.
نعلم أنك سئمت الحروب والنكبات والثورات، ونحن سئمنا بُعدك، لذا لابد أن نروِ ترابك بالمسك الطيب فهذا ثمن الحرية.