عتقد الكثيرون أن المال والثروة يجلبان الحظ، ويعوضان المرء عن كل شيء، ولكن ما لا يعلمونه أنّ الصحة أغلى ما يملكون، فبغير صحة الإنسان أنّى له أن يستمتع بثروته، ويأكل ما يحلو له وينام حيث يشاء ووقتما يرغب، فقد يضطر إلى إنفاقها كلها في سبيل الحصول على يوم من الراحة وعدم الشعور بالألم.
والصحة مفتاح الإنجاز وعمارة الأرض
يُقال إنّ الصّحة ثروةُ الإنسان العاقل؛ لأنّها أغلى ما يملك، وهي السلامة والعافية من المرض، كما أنّها الحالة الطبيعية للجسم، والتي تُمكّننا من المضيّ في حياتنا بسعادة وراحة، فالصحة هي سبيل الإنسان لخدمة نفسه دون حاجة الآخرين، وهي ما يجب على الإنسان أن يسعى للمحافظة عليه طوال عمره، يقول أحد الشعراء:
نِـعْمَة الصِّحَـة فَضْلٌ وَهَناءْ
لِنُراعي حِفْظها مِنْ كُلِّ شَـرْ
سَـقَمُ الأبْـدانِ لِلمَرْءِ بَـلاءْ
راحَة العَيْش نَعيمًا يُـفْتَـقَرْ
كما إنّ للصحة أهمية كبيرة، فالإنسان الصحيح المعافى في بدنه يستطيع إنجاز أهدافه وتحقيقها، كما أنّه يستطيع أن يُمارس نشاطاته اليومية بيسر وسهولة، بالإضافة إلى استطاعته بأن يكون فردًا صالحًا في مجتمعه ويُساعد في نمائه، كما أنّ الإنسان السليم يُخفّف عن نفسه أعباء زيارات المشافي وثمن الأدوية.
كما انّه يستطيع أن يُنفق هذه الأموال في سبل أخرى فيها فائدته، وعندما يهتم كل فرد في صحته يتقدّم المجتمع؛ لأنّ ما كانت ستُخصصه الدولة لعلاج الأوبئة والأمراض ستستثمره في تطوير مجالات أخرى، ولذلك فإنّ الصحة كنز لا يشعر بقيمته إلّا من حُرم منه.
فلابد من كل فرد منا الاهتمام بصحته باتَباع نظام غذاء صحيّ نبتعد فيه عن المأكولات الضارة، ونكثر فيه من الفواكه والخضار لا سيما الورقية منها، بالإضافة إلى شرب كميات وافرة من الماء، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والابتعاد عن الآفات الخطيرة، مثل: التدخين، وشرب الكحوليات، والحفاظ على تدابير النظافة الشخصية من غسل اليدين لمدة عشرين ثانيةً، والاستحمام.
والإنسان إن لم يكن معافى في روحه لن يصحّ في بدنه أبدًا، فالصحة النفسية والجسدية وجهان لعملة واحدة تُكمّلان بعضهما البعض؛ ولأجل ذلك يجدر بالفرد منّا الاهتمام بصحته النفسيّة بمحافظته على علاقته.