مع التطور الكبير الذي طرأ في عالم التكنولوجيا وعلى الاجهزة الالكترونية، والتوسع الكبير في أنظمة الالعاب وبرامج التواصل الاجتماعي، أصبح الأطفال اليوم وسط عالم محفوف بالمخاطر.
تطور فتح المجال إلى بقاء الاطفال في هذا العالم الواسع من التسلية دون الانتباه والحذر، خاصة في ظل الفترات الزمنية الطويلة التي يبقى فيها الطفل جالسا على هذه الاجهزة.
وحذرت الدراسات العلمية والبحثية والاطباء من الاضرار الكبيرة والسلبية، التي تعود على الأطفال من الجلوس لأوقات طويلة أمام هذه الاجهزة الالكترونية منها الهاتف, والايباد, واللاب توب , وأجهزة الالعاب، وغيرها من أجهزة التكنولوجيا.
وتتجه الدراسات إلى أن جميع هذه التقنيات قد تكون أثرت بتركيز وعقول الاطفال، من ممارسات العنف والغضب، ولعل فترات التركيز الكبير أثناء اللعب قد تؤثر وتضر الجهاز العصبي لدى صغار السن, إضافة إلى إهمال الاطفال لمتطلبات الدراسة والمناهج العلمية، وعدم الرغبة بالدراسة، مما يعود عليهم بالنهاية بتحصيل علمي ضعيف ومعدلات نهائية غير مقبولة.
وترى الدراسات أن التكنولوجيا تؤثر في جانب الحياة الإجتماعية للاطفال، جراء بقاءهم داخل غرفهم وعدم الرغبة بالتواجد مع الاهل أو الأقارب، ورفض الخروج الى التنزه أو الزيارات العائلية او التسوق، وكل هذه الأمور تؤدي الى أضرار إجتماعية بين الطفل والاهل.
والأمر ذاته من الجانب الصحي, فتؤكد هذه الدراسات أن ابتعاد الطفل عن التواجد على مائدة الطعام؛ للبقاء أمام الاجهزة الالكترونية للتسلية، فيلاحظ الاهل عندها مشاكل بأوزان أبنائهم وظهور هالات سوداء تحت عيونهم وضعف بالوضع الصحي بشكل عام.
ولهذا الباحثون في دراساتهم ناقوس الخطر تجاه هذه الظاهرة، ويرون أنه لابد من حلول سريعه لها وبشكل جذري، حيث يقع عاتق حل هذه المشكلة بشكل كبير على دور الاهل (الا م والاب) في المنزل، من خلال تفعيل دورهم الرقابي على أطفالهم وعمل نظام وبرنامج لأوقات استخدام هذه الاجهزة لساعات معينة، من ثم الانتباه الى تحصيلهم الدراسي ووضع قوانيين محكمة في التعامل مع الاجهزة الالكترونية حفاظاً على صحة أبناءهم والنهوض بهم الى مستقبل واعد.