تُمثل بريدة، الواقعة في منطقة القصيم بالمملكة العربية السعودية نموذجًا مميزًا للتوازن بين تراثها العريق والتقدم العصري، تتميز بموقعها الاستراتيجي في قلب المملكة الذي جعلها نقطة جذب للثقافة والتاريخ والتطور العمراني مما أهلها لتصبح وجهة سياحية فريدة.
تضم بريدة معالم تاريخية بارزة تُجسد غنى تراثها، متحف العقيلات يُلقي الضوء على تاريخ رجال القوافل الذين شكلوا جزءًا هامًا من التجارة في شبه الجزيرة العربية، حيث يعرض مقتنيات ووثائق تسرد قصص رحلاتهم وتجارتهم بالإضافة إلى ذلك؛ يحتوي متحف بريدة على مجموعة من القطع الأثرية التي توثق مراحل تطور المنطقة عبر العصور.
أما الجانب الحديث من المدينة، فهو يتمثل في معالم عمرانية تجسد رؤيتها نحو المستقبل مثل برج مياه بريدة يعتبر أيقونة معمارية حديثة، حيث يوفر إطلالات بانورامية على المدينة ويحتضن فعاليات ومهرجانات متنوعة، ومن ناحية أخرى؛ يُشكل مركز الملك خالد الحضاري منصة ثقافية متعددة الاستخدامات تستضيف المؤتمرات والمعارض، مما يعكس جهود المدينة في تطوير بنيتها التحتية الثقافية.
تنفرد بريدة بأسواقها، حيث تُعد موطنًا لأكبر أسواق التمور في العالم، مهرجان التمور السنوي يجذب الزوار من كافة المناطق ما يبرز دورها في دعم هذا المنتج المحلي، بالإضافة إلى ذلك؛ تهتم المدينة بالمساحات الخضراء ومن أبرزها حديقة الملك عبدالله التي توفر أماكن مثالية للأنشطة العائلية، ولعشاق الطيور تُعد محمية جاردن تلنتس محطة استثنائية تضم تنوعًا مذهلًا من الطيور المحلية والمهاجرة.
كما تحتفي بريدة بثقافتها من خلال فعاليات تراثية مثل مهرجان الكليجا، الذي يُبرز واحدة من أشهر الحلويات التقليدية في المنطقة، ويعمل على دعم المنتجات المحلية.
إن مدينة بريدة تجسد انسجامًا رائعًا بين الأصالة والحداثة، ما يجعلها وجهة سياحية تستقطب الباحثين عن التاريخ والثقافة وأيضًا الترفيه والتسوق، لتبقى مدينة تزدهر بأصالتها وتواكب تطلعات المستقبل.