شعراء المهجر هم مجموعة من الأدباء العرب الذين هاجروا من بلادهم إلى دول العالم الجديد خصوصًا الأمريكيتين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ترك هؤلاء الشعراء أثرًا عميقًا في الأدب العربي وأسسوا مدرسة شعرية جديدة تُعرف بـ"مدرسة المهجر" تميزت هذه المدرسة بأسلوب عصري ولغة بسيطة وموضوعات تُعبّر عن شعور الاغتراب والحنين إلى الوطن.
جاءت الهجرة من الوطن العربي إلى مناطق جديدة وخاصة الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية نتيجة الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الصعبة في بعض الدول العربية مثل: لبنان وسوريا وفلسطين، كان المهاجرون يبحثون عن حياة أفضل لكنهم واجهوا تحديات في بيئات جديدة بعيدة عن ثقافتهم ولغتهم الأصلية مما أثّر على أدبهم وشعرهم.
برز في هذه المدرسة عدد من الشعراء المشهورين مثل: جبران خليل جبران الذي جمع بين الفكر الشرقي والغربي وكتب أعمالًا بالإنجليزية والعربية منها كتابه "النبي"، كذلك إيليا أبو ماضي مؤسس جمعية "الرابطة القلمية" الذي تميز شعره بالتفاؤل والعمق الفلسفي، وميخائيل نعيمة الناقد الأدبي والفيلسوف الذي أسهم في تقدم الأدب العربي الحديث، ونسيب عريضة مؤسس صحيفة "الفنون" في نيويورك الذي تناول في شعره موضوعات الحنين إلى الوطن والحرية.
تتميز مدرسة المهجر باستخدام لغة سهلة وبسيطة وبتناول مواضيع جديدة مثل: الحرية الفردية والتفاعل مع الحضارة الغربية، تأثّر شعراؤها بالثقافات الغربية واستلهموا من الأدب الإنجليزي والأمريكي كما أسسوا
"الرابطة القلمية" في نيويورك عام 1920 التي جمعت الأدباء المهاجرين وساندت الإبداع الأدبي بعيدًا عن القيود التقليدية.
قدّم شعراء المهجر رؤية جديدة للأدب العربي تحررت من القيود التقليدية وأسهمت في تشكيل الشعر العربي المعاصر ولا يزال تأثيرهم بارزًا حتى اليوم.