ملاكمة الشطرنج هي رياضة هجينة تجمع بين رياضتين تبدوان متناقضتين تمامًا هما الشطرنج، التي تتطلب التركيز العالي والتفكير الاستراتيجي، والملاكمة، التي تعتمد على القوة البدنية واللياقة والسرعة.
نشأت هذه الرياضة كمفهوم فني، لكنها تطورت لاحقًا لتصبح رياضة رسمية تمارس في عدد من الدول.
ظهرت الفكرة لأول مرة في رواية مصورة للفنان الفرنسي إنكي بلال عام 1992، لكن من حولها إلى رياضة حقيقية هو الهولندي إيبّي روبين في عام 2003 ومنذ ذلك الحين، بدأت تنتشر في أوروبا وأمريكا، وأُقيمت بطولات عالمية تحت إشراف الاتحاد العالمي للملاكمة الشطرنج (WCBO).
تتألف مباراة ملاكمة الشطرنج من 11 جولة، حيث يتناوب اللاعبان بين جولات الشطرنج والملاكمة تبدأ المباراة بجولة شطرنج مدتها 4 دقائق، تليها جولة ملاكمة مدتها 3 دقائق، وهكذا بالتناوب يتم استخدام ساعة شطرنج لإدارة الوقت، ويُسمح لكل لاعب بوقت إجمالي يبلغ 12 دقيقة للشطرنج خلال المباراة.
 
يمكن الفوز في ملاكمة الشطرنج إما بالضربة القاضية في الملاكمة، أو بالانسحاب أو القرار الفني من الحكم، أو بالانتصار في الشطرنج سواء عن طريق كش ملك أو نفاذ وقت الخصم، وهذا يجعل اللاعب بحاجة إلى التميز في كل من القدرات الذهنية والبدنية، فلا يكفي أن يكون محترفًا في واحدة فقط من الرياضتين.
تُعد ملاكمة الشطرنج اختبارًا فريدًا للتوازن العقلي والجسدي، حيث يجب على اللاعبين الانتقال السريع بين حالة التركيز الذهني أثناء الشطرنج والانفجار البدني أثناء الملاكمة وهذا يفرض تحديات غير مألوفة، حيث يجب على الدماغ أن يعمل بكفاءة رغم الإجهاد البدني والضربات المتبادلة.
تجذب هذه الرياضة جمهورًا متنوعًا من محبي الشطرنج والملاكمة على حد سواء، وتُقام لها فعاليات وبطولات في دول مثل ألمانيا، المملكة المتحدة، الهند، وروسيا كما تسعى اتحادات الرياضة إلى الاعتراف بها على نطاق أوسع وزيادة شعبيتها عالميًا.
تُعد ملاكمة الشطرنج مثالًا على الابتكار الرياضي الحديث، إذ تجمع بين الذكاء والقوة، وتكسر الصور النمطية حول الفصل بين العقل والجسد إنها رياضة تتطلب شجاعة وتوازنًا ومرونة عالية، مما يجعلها فريدة في عالم الرياضة المعاصرة.