عندما نتحدث عن رياضة كرة الهدف فإننا نتحدث عن تجربة حية مليئة بالتحدي والإصرار والتفاؤل، إنها رياضة تتيح للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية فرصة للمشاركة بشكل كامل ونشاط في العالم الرياضي  وتعكس قدرة الإنسان على التغلب على الصعوبات وتحقيق الإنجازات بروح الإرادة والتصميم.
 تم اختراع هذه اللعبة من قبل النمساوي هانز لورينزن في ستينات القرن الماضي من أجل المكفوفين، وتلعب بين فريقين يتكون كل منهما من ثلاثة لاعبين وثلاثة بدلاء خارج الملعب، ويتم ذلك على ملعب يشبه ملعب الكرة الطائرة يُوضع في كل جهة منه مرمى ، وتقوم فكرة اللعبة على دحرجة كرة ذات أجراس لإدخالها في مرمى الفريق المنافس الذي يحاول منع ذلك والقيام بالتسجيل في مرمى الخصم، وتتكون اللعبة من شوطين مدة كل شوط 12 دقيقة وهي حالياً رياضة رسمية في الألعاب البارالمبية.
تهدف هذه اللعبة إلى تمكين الأشخاص المكفوفين من ممارسة النشاط الرياضي الذي يتناسب مع قدراتهم ويساعدهم على تطوير مهاراتهم البدنية والعقلية ، وتعتمد بشكل كامل على حاستي السمع واللمس.
وتُعتبر لعبة تكتيكية وإستراتيجية تتطلب تعاوناً وتناغماً بين أفراد الفريق لتحديد مواقع اللاعبين المنافسين وتحديد الزوايا والقوة المناسبة لتسديد الكرة نحو المرمى، بالإضافة إلى ذلك تساهم قدرة اللاعبين في الإستماع والتركيز بشكل كبير في تحقيق الفوز بهذه اللعبة.
ومن أهم الأمور التي تميز رياضة كرة الهدف الروح الرياضية والتضامن بين اللاعبين لأنهم يشكلون مجتمعاً يدعم بعضه البعض  ويشجع على التفوق والتطور المستمر ، كما تعتبر المسابقات والبطولات الدولية لكرة الهدف فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التفاهم والإنسجام بين اللاعبين من مختلف الثقافات والجنسيات ، وبالنظر إلى كل هذه الجوانب الإيجابية، يمكن القول بأن كرة الهدف ليست مجرد لعبة رياضية بل هي فرصة للمكفوفين لإكتشاف قدراتهم وتحقيق إنجازات لا محدودة في عالم الرياضة والتحدي.