رغم أن كرة القدم وكرة السلة تعدان من أكثر الرياضات شعبية وانتشارا في الأردن والعالم، إلا أن اهتمامات الشباب بدأت تشهد تحولا ملحوظا نحو رياضات غير تقليدية تمزج بين المغامرة، والحرية، والتعبير عن الذات ومن أبرز هذه الرياضات الباركور والتسلق الحضري، اللتان تنتشران بسرعة، خاصة بين اليافعين.
الباركور، أو ما يُعرف بفنّ الحركة، يعتمد على تجاوز الحواجز الحضرية مثل الجدران والسلالم والأسطح باستخدام الجسد فقط، بطريقة مرنة وسلسة، لا تتطلب هذه الرياضة معدات معقدة، بل تعتمد على القوة البدنية، التركيز، والقدرة على تحليل المسارات.
في عمان وإربد، يمكن رؤية مجموعات من الشباب يتدربون في الحدائق أو الأحياء الهادئة، يصقلون مهاراتهم بروح الفريق والتحدي.
أما التسلق الحضري (Urban Climbing)، فيأخذ المغامرة إلى مستوى آخر إذ يتسلق الشباب المباني أو الجسور أو الجدران المرتفعة، أحيانًا دون استخدام أدوات حماية ورغم مخاطره، إلا أن ممارسيه يرونه تعبيرًا عن الحرية وكسرًا للروتين والقيود اليومية.
وراء هذه الرياضات دوافع أعمق من مجرد التسلية فهي تمنح الشباب وسيلة للتعبير عن طاقاتهم، وكسر الملل، وبناء الثقة بالنفس، كما تعزز الروابط الاجتماعية والتعاون ضمن مجموعات التدريب.
لكن تظل هناك حاجة لتوفير بيئات آمنة ومدعومة لممارسة هذه الرياضات، إضافة إلى التوعية بمخاطرها وسبل ممارستها بطريقة آمنة.
في ظل هذا التوجه المتزايد، قد تكون هذه الرياضات المفتاح لفهم جيل يبحث عن مساحة حرة للحركة، ولغة جديدة للتعبير، بعيدًا عن الأساليب التقليدية.