الغابات تمثل شريان الحياة الأخضر الذي يحافظ على توازن البيئة واستقرارها،  فهي تغطي نحو ثلث سطح اليابسة وتشكل موطنا لملايين الأنواع، من الكائنات الحية وتعمل كدرع طبيعي يحمي الأرض من التغيرات المناخية والجفاف والانجراف.
تلعب الأشجار دورا محوريا في تنقية الهواء،  من ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين الذي نعتمد عليه في التنفس كما لها دور في امتصاص الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري مما يجعلها عنصرا أساسيا في مكافحة التغير المناخي.
الغابات تحافظ أيضا على دورة المياه الطبيعية،  حيث تساعد أوراق الأشجار وتربتها في تخزين المياه وتنظيم تدفقها نحو الأنهار،  والبحيرات مما يقلل من خطر الفيضانات والجفاف، كما أنها تمنع تآكل التربة وتحافظ على خصوبتها.
تُعد الغابات أيضا ملاذا للتنوع البيولوجي فهي، تؤوي أنواعا لا حصر لها من النباتات والحيوانات والطيور مما يضمن استمرارية التوازن البيئي، والتنوع الوراثي الضروري للحياة على الأرض.
ورغم أهميتها الكبيرة إلا أن الغابات تتعرض اليوم لتهديدات خطيرة بسبب القطع الجائر والتوسع العمراني والحرائق ما يتطلب جهدا عالميا لحمايتها واستدامتها، من خلال التشجير والحفاظ على الغطاء النباتي وسن القوانين التي تمنع استغلالها بشكل جائر.
الغابة ليست فقط تجمعا من الأشجار، بل نظام بيئي متكامل ينبض بالحياة ويسهم في استقرار الكوكب ومناخاته ويحتاج منا إلى وعي وجهد للحفاظ عليه من أجل أجيال الحاضر والمستقبل.
إن فقدان الغابات لا يؤثر فقط على التوازن البيئي، بل يترك آثارًا اقتصادية واجتماعية خطيرة، فالمجتمعات التي تعيش بالقرب من الغابات تعتمد عليها، في الغذاء والدواء والأخشاب والمياه كما تُعد مصدرًا للرزق للملايين حول العالم خاصة في الدول النامية.
الغابات أيضا تساهم في الحد من الكوارث الطبيعية، إذ تعمل كمصدات للرياح والعواصف وتخفف من آثار الأعاصير، والسيول ومع اختفائها تتضاعف الخسائر البشرية والمادية في كل موسم مطير أو عاصف.
الوعي البيئي هو الخطوة الأولى نحو إنقاذ الغابات، ويمكن أن يبدأ من التعليم في المدارس ومن مبادرات الأفراد والمجتمع المحلي كما تلعب وسائل الإعلام دورا مهما، في نقل الصورة الحقيقية لأهمية الغابات وخطورة تدهورها.