في وقتنا الحالي، أصبح الناس يهتمون بالمظاهر الخارجية أكثر من الجوهر الداخلي، وهذا واضح في تغير أولويات المجتمع. مع انتشار وسائل الإعلام والتكنولوجيا، أصبح تركيز الناس أكبر على الشكل والمظهر بسبب ثقافة الصورة التي تروج لها هذه الوسائل.
أصبحنا نرى في هذه الأيام أن الناس يقيمون بعضهم البعض بناءً على المظاهر فقط، مثل: الملابس أو الوسائل الاجتماعية، بدلًا من الاهتمام بالقيم الداخلية، مثل: الصدق والأمانة. هذا التغيير في الأولويات يجعلنا نفكر في كيفية تأثير الإعلام على أفكارنا وكيف يمكن أن نعيد التوازن بين الشكل والمضمون.
غالبًا، ما يتوقع من الناس أن يكونوا أنيقين ومرتبين، ويتبعوا أحدث صيحات الموضة حتى يسعى الناس إلى القبول الاجتماعي، ويظنون أن المظهر الخارجي هو أحد أهم عوامل القبول، لكن لا يعني هذا أن المظهر الخارجي غير مهم. فالمظهر يعكس شخصيه الإنسان واهتماماته إلى حد ما، ومع ذلك، يجب ألا يكون المظهر الخارجي هو الشئ الوحيد الذي يحدد قيمة الإنسان. فالجوهر الداخلي هو ما يحدد حقًا من هو الشخص بأسلوبه وأخلاقه.
يجب أن نعمل على تعزيز القيم الأخلاقية من خلال التعليم والتوجيه حتى تبدأ هذه التوعية منذ مراحل الطفولة، بتعليم الأطفال أهمية الأخلاق والقدرات الشخصية، مثل: الإبداع، التعاطف، بدلًا من التركيز فقط على الشكل والمكانة الاجتماعية، أيضًا يمكن للمجتمع أن يركز على الشخصيات العامة التي تتمتع بمواصفات داخلية مميزة، مثل: الحكمة، والإيثار، والقدرة على التغيير الإيجابي، حتى يتعرف الناس على نماذج ملهمة تركز على الأخلاق، يمكن أن يبدأ التقدير واحترام هذه القيم بشكل أكبر وغيرها من الأفكار والاهتمامات إلى حد ما.
في النهاية، من خلال هذه المبادرات والتوجهات، يمكن أن نعيد تشكيل أولوياتنا كمجتمع، بحيث نُولي اهتمامًا أكبر لتطوير الذات من الداخل بدلًا من الانشغال بالمظاهر الزائلة التي لا تعكس الحقيقة الكاملة للشخص والقدرة على التغيير الإيجابي.