تُعد نبتة الخُبّيزة، من النباتات البرية الشائعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وخصوصًا في دول مثل الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، تنمو بكثرة خلال فصل الربيع في الأراضي الزراعية المهجورة وبين الحقول وعلى أطراف الطرقات.
تنتمي الخبيزة إلى فصيلة الخبازيات وتتميّز بأوراقها المستديرة أو القلبية المضلعة ذات اللون الأخضر الغامق وأزهارها البنفسجية أو الزهرية التي تضيف جمالًا طبيعيًا للمروج الربيعية، تنمو النبتة بشكل منخفض أو زاحف وتصل في بعض الأحيان إلى ارتفاع يتراوح بين 30 و50 سم، أوراقها طرية ومغطاة بشعيرات ناعمة مما يجعلها مناسبة للاستهلاك البشري والطهي.
تُعد الخبيزة نبتة غذائية وطبية بامتياز، تُستخدم أوراقها كخضار في العديد من الأطباق الشعبية في المنطقة، في الأردن وفلسطين، تُطهى الخبيزة مع البصل والزيت وتُقدّم كوجبة تقليدية مغذية خصوصًا في القرى خلال موسمها الربيعي وهي غنيّة بالفيتامينات مثل: فيتامين C وA، والمعادن مثل: الحديد والكالسيوم مما يجعلها خيارًا صحيًا يدعم المناعة ويقوي الجسم.
من الناحية الطبية، استُخدمت الخبيزة منذ القدم في الطب الشعبي لعلاج العديد من الحالات مثل: التهابات الجهاز التنفسي والهضمي، بفضل خصائصها المضادة للالتهاب والمهدئة، كما تُستخدم أزهارها وأوراقها المجففة لصنع مشروب عشبي مفيد للمعدة والحلق.
تتميّز الخبيزة أيضًا بأنها نبتة صديقة للبيئة لا تحتاج إلى عناية زراعية خاصة أو مبيدات؛ فهي تنمو تلقائيًا في التربة الرطبة بعد أمطار الشتاء مما يجعلها عنصرًا مهمًا في التنوع النباتي الطبيعي للمنطقة.
تمثل الخبيزة مثالًا حيًا على العلاقة بين الإنسان والطبيعة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، يجمع الناس بين فائدتها الصحية وطعمها اللذيذ، مما يجعلها رمزًا من رموز الربيع ومصدرًا من مصادر الغذاء الطبيعي المتجدد.