تعد مرحلة الثانوية العامة من أهم المراحل الدراسية في حياة الطالب، حيث تشكل أساسًا لمستقبله الأكاديمي والمهني تكون هذه الفترة مليئة بالتحديات والتغيرات النفسية والعاطفية، مما يستدعي من الأهل التعامل مع أبنائهم بحذر واهتمام خاص.
تحتاج مرحلة الثانوية إلى فهم عميق من الأهل للضغوط النفسية والعاطفية التي يمر بها الطالب ففي هذه المرحلة يواجه الطالب الكثير من التحديات، مثل:
الضغط الدراسي: حيث يزداد العبء الأكاديمي مع التوجه للتحضير للامتحانات النهائية مما يثير القلق بشأن المستقبل.
التغيرات العاطفية: يمر الطالب بتغيرات هرمونية وعاطفية قد تؤثر على سلوكه.
الاختيارات المستقبلية: قد يشعر الطالب بالحيرة أو القلق بشأن تحديد مسار دراسته أو مستقبله المهني، لذلك من المهم أن يدرك الأهل هذه التحديات ويقدموا الدعم النفسي والعاطفي اللازم للطالب.
من الأمور التي يجب أن يوليها الأهل اهتمامًا خاصًا هي "إدارة الوقت"، تساعد إدارة الوقت الجيدة الطالب على التوازن بين الدراسة والحياة الاجتماعية والنشاطات الأخرى، وتخفف عنه الضغط النفسي الناتج عن تراكم المهام، ويمكن للأهل أن يساهموا في تشجيع الطالب على تنظيم جدول زمني للدراسة يشمل فترات راحة ونوم كافية ومن النصائح التي يمكن إتباعها:
وضع خطة دراسية: مساعدته في وضع خطة دراسية مرنة تتناسب مع مواعيد الامتحانات وتراعي احتياجاته الشخصية.
تشجيعه على الاستراحات المنتظمة: لأن فترات الراحة تساعد على تجديد النشاط والتركيز.
تحقيق توازن بين الدراسة والأنشطة الاجتماعية لكي لا يشعر الطالب بالعزلة الاجتماعية والملل.
تعتبر الاستجابة لمشاعر الطالب أمرًا مهمًا جدًا، في هذه المرحلة يحتاج الطلاب الثانوية إلى بيئة عائلية داعمة تشجع على الحوار المفتوح، ويمكن للأهل أن يخصصوا وقتًا للاستماع إلى مشاعر أبنائهم سواء كانت تتعلق بالقلق من الامتحانات أو المخاوف بشأن المستقبل.
الاستماع بدون حكم: يجب أن يشعر الطالب بأنه يمكنه التحدث بحرية دون أن يُنتقد أو يُحكم عليه.
التحدث عن التحديات معًا: عندما يشعر الطالب بالضغط يمكن أن يساعده الأهل على فهم أن هذه التحديات مؤقتة ويمكن التعامل معها.
من المهم أن يقدم الأهل دعمًا نفسيًا للطالب، خاصة في اللحظات التي يشعر فيها بالإحباط أو فشل التحفيز ليس فقط من خلال الكلمات، بل يتطلب أيضًا الاهتمام بسلوكيات الطالب وتقديره لجهوده، بغض النظر عن النتيجة النهائية بعض الطرق التي يمكن أن يتبعها الأهل لتحفيز طالب الثانوية، التي تشمل:
الاعتراف بالجهود: حتى إذا لم يحصل الطالب على درجات ممتازة، يجب أن يُشجع على الجهد المبذول.
عدم المقارنة: لا ينبغي مقارنة الطالب بأقرانه لأن هذا قد يؤدي إلى شعوره بعدم الكفاءة.
التأكيد على الجوانب الإيجابية: مثل التركيز على التحسن الذي قد يحققه بدلًا من التركيز على نقاط ضعفه.
تؤثر الصحة البدنية والعقلية بشكل مباشر على قدرة الطالب على التعلم والتركيز على الأهل وتشجيع أبنائهم على اتباع نمط حياة صحي من خلال:
تشجيعهم على ممارسة الرياضة: لأن الرياضة تعمل على تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
النوم الكافي: يجب التأكد من أن الطالب يحصل على قسط كافٍ من النوم، حيث إن السهر لساعات طويلة يؤثر على التركيز.
التغذية السليمة: من خلال توفير غذاء صحي يحتوي على العناصر التي تعزز القدرة العقلية مثل: الفواكه والخضروات والبروتينات.
قد يواجه الطالب في هذه المرحلة العديد من الأسئلة حول مستقبله الأكاديمي والمهني من المهم أن يتجنب الأهل الضغط على الطالب لاختيار مسار معين، بل يجب أن يساعدوه في استكشاف خياراته بناءً على اهتماماته وقدراته. يمكن للأهل مساعدته في التوجه إلى الاستشارات المهنية: مثل التحدث مع مستشارين أكاديميين أو محترفين في مجال عمله المستقبلي. تشجيعه على التفكير في اهتمامات شخصية: مثل المهارات التي يمتلكها أو المواد التي يشعر أنه مبدع فيها.
أحد أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها الأهل هو فرض ضغوط مفرطة على الطالب، يجب أن يعرف الأهل أن كل طالب له قدراته الخاصة، وأن الضغط الزائد قد يؤدي إلى تدهور الأداء الأكاديمي وصحة الطالب النفسية. ومن المهم أن يفهم الأهل أن التوقعات المرتفعة قد تؤدي إلى شعور الطالب بالإحباط والفشل.
تعد مرحلة الثانوية العامة من الفترات الحاسمة في حياة الطالب، ويتطلب التعامل معها توازنًا دقيقًا بين الدعم الأكاديمي والنفسي على الأهل أن يقدموا الدعم العاطفي، ويوفروا بيئة مليئة بالتشجيع والتوجيه مع الحفاظ على احترام استقلالية الطالب في اتخاذ قراراته، من خلال هذه المبادئ يمكن للطالب أن يتجاوز هذه المرحلة بنجاح ويشعر بالثقة في قدراته استعدادًا لما هو قادم في حياته المستقبلية.