تعتبر الغابات العامة والمتنزهات والحدائق متنفس امن وصحي للمواطنين خصوصًا في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وذلك لممارسة الرياضة والنشاطات الترفيهية لمختلف أفراد الأسرة.
غير أن غياب الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على نظافة المرافق العامة وتركها نظيفه، واحترام الأماكن العامة أدى إلى انتشار ممارسات سلبية من مرتادي هذه الحدائق جعلتهم يشوهون المظهر العام بترك نفاياتهم في الأماكن المخصصة للتنزه، مع أنّه يوجد حاويات وأماكن مخصصة لتجميع النفايات.
وهنالك العديد من الممارسات السلبية الأخرى، أبرزها عدم الالتزام بنظافة المكان و ترك مخلفات المأكولات وعدم رميها بالأماكن المخصصة لها و ترك العبوات البلاستيكية للمأكولات الجاهزة و العلب المعدنية و تدخين الأرجيلة في أماكن غير مخصصة، الأمر الذي يخلف مظهرًا غير حضاري وقد يتسبب في اندلاع الحرائق.
وفي الوقت الذي يزيد فيه الإقبال على الحدائق، نظرًا لظروف الطقس الحارة وهروب الناس من الشقق والمنازل للأماكن المفتوحة والباردة تقوم الدولة بتكثيف جهودها ولكن هنالك غياب لبعض الخدمات العامة مثل الحمامات العامة وتواجد عمال النظافة في بعض المتنزهات و-تحديدا- في أيام العطل والإجازات التي تشهد فيها زيادة في عدد المواطنين المرتادين لتلك الأماكن، ناهيك عن غياب الصيانة والمساحات المخصصة للأطفال وأعمدة الإنارة كلها عوامل تسهم في تشويه المنظر العام للحدائق.
مع انتشار العمران في العاصمة عمان تضاءلت المناطق الخضراء عدا عن عدة حدائق عامة أقامتها أمانة عمان، ومراكز زها الثقافية المنتشرة في كافة المناطق ولكنها لا تكفي لخدمة جميع المواطنين.
والمحافظات أيضا تعاني من قلة الحدائق العامة وحتى إن وجدت تكون خارج الخدمة وبحاجة إلى صيانة عامة، مما يدفع الأطفال بأن يلعبوا في الشوارع أو في أماكن غير آمنة للعب.
هنالك غياب للوعي بأهمية الحفاظ على نظافة المرافق العامة، واحترام الأماكن العامة، ما يستدعي تكثيف حملات التفتيش وتحرير مخالفات بحق كل من يقوم بأعمال تشوه المظهر العام، سواء بترك النفايات أو إتلاف المساحات الخضراء.
كما يجب العمل على نشر المساحات الخضراء بين الأحياء والعمارات السكنية بتخطيط مسبق ومدروس من المعنيين ونشر سلال قمامة متوسطة وكبيرة الحجم على امتداد تلك الأماكن، ناهيك عن نشر عمال النظافة وتواجدهم بشكل دوري.
ويجب تكثيف الحملات التوعوية بسلبيات تلك الممارسات وحملات التثقيف والتنظيف التي ترعاها بعض المؤسسات الأهلية والحكومية منها مركز زها الثقافي الذي له الدور الأكبر بمثل هكذا حملات وورشات وحملات توعوية لتنظيف تلك الأماكن و دورات في مجال إعادة التدوير تساعد في الحفاظ على البيئة.