كان اليوم مشمسًا عندما
وصلت الطائرة إلى أثينا، عاصمة اليونان، كنت أبتسم ببهجة، كوني من محبي التاريخ
والمغامرة، كنت متشوقًا لاستكشاف هذا البلد الذي يعد مهد الحضارة الغربية.
بمجرد وصولي، أحسست بروح
المدينة تنبض بالحياة، حيث يمتزج عبق التاريخ مع حيوية الحاضر.
انطلقت رحلتي بزيارة
الأكروبوليس، المعلم التاريخي المميز الذي يرتفع فوق المدينة، عند وصولي إلى التل،
اجتاحتني مشاعر الحماس، لقد أسرتني عظمة بارثينون، المعبد القديم الذي يجسد القوة
والجمال، و بينما كنت أتجول في الموقع، تخيلت كيف كانت الحياة في اليونان القديمة،
وكيف كان الفلاسفة والمفكرون يتجمعون تحت تلك الأعمدة المهيبة.
بعد يوم كامل من استكشاف
المعالم التاريخية، قررت الانتقال إلى جزيرة سانتوريني و استغرقت الرحلة من أثينا
إلى الجزيرة عدة ساعات، ولكن الأجواء الرومانسية على متن العبّارة جعلت الوقت يمر
بسرعة، وعندما وصلت، أحسست كأني دخلت إلى لوحة فنية، حيث كانت البيوت البيضاء ذات
الأسطح الزرقاء منتشرة على المنحدرات، والنباتات الخضراء تزين المشهد.
قضيت أيامي في جزيرة
سانتوريني اكتشف الشواطئ الرملية الجميلة، مثل شاطئ كامري وشاطئ براكلي، حيث كانت
المياه الكريستالية تدعوني إلى السباحة، لم أتمكن من مقاومة تجربة بعض الأطباق
المحلية، فتذوقت السلطة اليونانية مع زيت الزيتون البكر، بالإضافة إلى الموساكا
الشهية، كل قضمة كانت تعكس نكهة الشمس وجمال طبيعة الجزيرة.
في يوم من الأيام، قررت
المشاركة في جولة لمشاهدة غروب الشمس في أويا، وهي من أجمل القرى في سانتوريني،
عندما بدأت الشمس تغرب، امتلأت السماء بألوان دافئة من البرتقالي والأرجواني، ومع
تلاشي الضوء، بدأت الأضواء تضيء الشوارع الضيقة، مما جعلني أشعر وكأنني أعيش في
قصة أسطورية.
بعد زيارة سانتوريني،
توجهت إلى ميكونوس، المعروفة بحياتها الليلية المفعمة بالتشويق وفرص التسوق،
استمتعت بالتجول في شوارعها المرصوفة بالحصى، التي تحتضن متاجر فاخرة ومقاهي نابضة
بالحياة، و في المساء، شاركت في إحدى الحفلات على الشاطئ، حيث استمتعت بالرقص على
أنغام الموسيقى وتبادل الأحاديث مع مسافرين من مختلف أنحاء العالم.
لكن رحلتي لم تكتمل بعد،
خلال زيارتي لدلفي، شعرت بالحماس الشديد، وأنا أستكشف الموقع التاريخي المعروف
بمعبد أبولو، كان المنظر من قمة الجبل ساحرًا، حيث تندمج الطبيعة مع التاريخ بشكل
مدهش.
مع اقتراب نهاية رحلتي،
عدت إلى مدينة أثينا، حيث قضيت وقتًا ممتعًا في التجول بين الأسواق التقليدية مثل
سوق موناستيركي، كانت رائحة التوابل والأعشاب تملأ الهواء، وأثارت ألوان الهدايا
التذكارية انتباهي.
في أثناء عودتي إلى
الوطن، أدركت أن اليونان ليست مجرد مكان للسياحة، بل هي تجربة غنية مليئة بالتاريخ
والثقافة، كل لحظة قضيتها هناك، بدءًا من زيارة المعالم القديمة وصولًا إلى
الاستمتاع بالشواطئ الجميلة، شكلت جزءًا من قصة حياتي.