يشهد العالم تحولًا ثوريًا في الطريقة التي نتفاعل فيها مع التكنولوجيا ، وذلك من خلال تقدم مفهوم "إنترنت الأشياء" ، إن إنترنت الأشياء يمثل تطورًا جديدًا في عالم الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، حيث يتم ربط الأجهزة والأشياء بشبكة عبر الإنترنت يتيح لها تبادل البيانات والمعلومات بشكل آلي.
تتسارع وتيرة تطوير إنترنت الأشياء حيث يتم تضمين هذه التكنولوجيا في مجموعة متنوعة من المجالات بدءًا من الصناعة والصحة وصولاً إلى الحياة اليومية للأفراد.
ويتمثل جوهر إنترنت الأشياء في تحسين التواصل بين الأشياء المحيطة بنا، وبيننا كمستخدمين .
يلعب إنترنت الأشياء دورًا حيويًا في تحسين كفاءة العمليات الصناعية، حيث يمكن للأجهزة التفاعل مع بعضها البعض لتحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، فعلى سبيل المثال يمكن لأنظمة الإضاءة الذكية وأجهزة التحكم في المباني تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة ، وفي مجال الرعاية الصحية يتيح إنترنت الأشياء للأطباء رصد حالة المرضى عن بعد وتلقي إشعارات فورية في حالة وجود تغييرات غير عادية ، كما يمكن للأشياء المرتبطة بالصحة مثل الأجهزة القابلة للإرتداء تتبع الأنشطة البدنية والبيانات الصحية لدعم أسلوب حياة مثالي وصحي .
وفي حياتنا اليومية يمكن لإنترنت الأشياء تحسين راحتنا وأماننا ، فالأجهزة المنزلية الذكية تمكننا من التحكم في المنزل عن بعد سواء كان ذلك في ضبط درجة الحرارة أو تشغيل الأجهزة الكهربائية، كما يمكن لأنظمة الأمان المنزلي التي تعتمد على إنترنت الأشياء توفير حماية إضافية وتنبيهنا في حالة وجود نشاط غير عادي .
ومع هذا التقدم السريع يطرح إنترنت الأشياء تحديات جديدة بما في ذلك مسائل الآمان والخصوصية، فيجب أن يتم التعامل مع هذه التحديات بعناية لضمان حماية المعلومات الشخصية وضمان سلامة استخدام التكنولوجيا .
وفي النهاية يمكن القول إن إنترنت الأشياء يمثل إحدى الإبتكارات التكنولوجية الرئيسية في عصرنا مما يشكل تأثيرًا كبيرًا على حياتنا اليومية وعلى تطور الصناعات المختلفة وتتطلب هذه التحولات التكنولوجية التقبل والفهم الواعي لما تقدمه بما في ذلك التحديات والمزايا التي قد تطرأ على مجتمعنا في المستقبل .