لوحظ خلال السنوات الأخيرة في الأردن الحديث العديد من الفعاليات والتوجيهات الملكية السامية التي تستهدف فئة الشباب، ويمكن القول أن مشروع استثمار الطاقات الشبابية ليس جديدًا في الأردن.  
منذ إعلان الدولة الأردنية دولة مستقلة اتجهت أنظار القيادة الهاشمية الحكيمة بقيادة الملك عبد الله الأول بن الحسين إلى وضع حجر الأساس لمدرسة السلط عام ١٩٣٢ -التي ما زالت تحت ظل الرعاية الهاشمية إلى اليوم-، التي لها دور في تخريج أفواجًا من الشباب المتعلم لإكمال مسيرة البناء على مدار السنوات. 
ومع جلوس الملك طلال بن عبد الله على العرش وبالرغم من فترة حكمه القصيرة إلا أنه جعل للتعليم حصة من أولوياته بجعله إجباريًا بالنصوص الدستورية. 
ومن ثم كانت النقلة النوعية والكبيرة التي منحت الشباب الأردني فرصته في جميع المجالات سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فقد حرص الملك الباني الحسين بن طلال في أكثر من مناسبة وأكثر من خطاب على بيان أهمية استثمار الطاقات الشبابية وتقديم اللازم لها حتى تنخرط بالمجتمع وتلعب دورًا إيجابيًا في عجلة التنمية والإصلاح، ومن الأمثلة على ذلك خطاب جلالته في الدورة غير العادية لمجلس الأمة الاردني الثامن عام ١٩٦٣ ونقتبس منه: "وبعد أن ثبتت جامعتنا الأردنية أقدامها في أرضنا الطيبة، أخذت تنشر ألوية الضياء والنور في ربوعنا شيئًا فشيئًا، فتقرر إقامة كليتين للتجارة والعلوم بالإضافة إلى كلية الآداب التي باشرت عملها في العام الماضي. وستستمر الحكومة ببذل الجهود الصادقة للعناية بكل طالب وطالبة من أبناء أسرتنا، انطلاقًا من إيماننا بأنهم هم عدة المستقبل الموعود، لوطنهم، ولأمتهم، ولرسالتهم القومية الكبرى". 
واستمرت مسيرة شبابنا بالتقدم بدعم ورعاية جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وذلك ضمن التوجيهات الملكية السامية التي تستهدف دمج الشباب بالحياة السياسية بشكل فعال ومباشر خصوصا مع بداية المئوية الثانية للأردن الحبيب، ومن الأمثلة على ذلك: 
مشروع الزمالة البرلمانية وهو أحد مشاريع صندوق الملك عبد الله للتنمية ويهدف هذا المشروع إلى تمكين الشباب من العمل البرلماني. وقال جلالته مخاطبًا الشباب في الذكرى الـ20 لتأسيسه: "أنتم سلاحنا، ودوركم مهم وصوتكم سيساعد كثيرًا في عملية التحديث وتغيير الثقافة تجاه الإصلاح السياسي".  
الجلسات والاجتماعات النقاشية التي يعقدها جلالة الملك مع الشباب الأردني في الجامعات الأردنية، وتأكيد جلالته على دور الشباب المستقبلي في الإصلاح السياسي في اجتماعه مع طلبة جامعة اليرموك حيث قال: "صحيح أنتم ما زلتم على مقاعد الدراسة، لكن عليكم مسؤولية، وأمامكم الكثير من الفرص، للتأثير الإيجابي في مسيرتنا الوطنية الإصلاحية والتنموية، وثقتي بكم وبقدراتكم هي الدافع الرئيسي لمسيرة الإصلاح السياسي، الذي نقوده لتمكينكم من المساهمة في بناء وطننا العزيز".
ورسخ جلالته فكرة استثمار الأفكار الشبابية وتوجيهها للطريق الصحيح لمشاركتها الإيجابية في الإصلاح السياسي من خلال خطابه أثناء زيارة الجامعة الأردنية، حيث قال: "دور الشباب يجب ألا ينحصر داخل الجامعة والمؤسسات التعليمية الأخرى، وإنما يجب استثمار طاقاتهم ومواهبهم في إحداث التغيير الإيجابي في كل ميادين العمل، والمشاركة في الحياة السياسية التي تمكنهم من المشاركة في صنع القرار لبناء المستقبل الأفضل لهم وللأجيال القادمة".
مخاطبة الملك للشباب في مختلف المناسبات، مثل رسالته لهم بمناسبة اليوم العالمي للشباب: "أنتم أيها الشباب مسؤولون عن دوركم بوصفكم قوة مجتمعية حاضرة وفاعلة، تترك بصمتها في حركة المجتمع وتوجهاته. فلا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي -لا سمح الله- أو عديم الاكتراث بالتطورات المختلفة من حوله، أو عديم الوعي بخطورة التحديات الإقليمية التي تحيط بنا، كما لا نريد للشباب أن يكون محصور الأفق".                           
حرص جلالته على تسخير امكانيات الدولة لدعم وتدريب الشباب وتأهيلهم، بدءًا من التعليم الابتدائي وتهيئة الجيل الجديد على التأقلم مع هذه التغيرات على جميع الأصعدة وحتى السياسة منها، ويكون لهم دور في البناء والعمل الفعال مستقبلًا، ففي إحدى خطب العرش السامي يقول جلالة الملك: 
"إن الشباب هم العنصر الأكبر في المجتمع، ولا بد من تفعيل دورهم الرائد في العمل العام، وستولي الحكومة الاهتمـام اللازم لدعم الهيئات الشبابية، وتوسيع مجالات المشاركة والمساهمة في إعداد البرامج والخطط، لتنمية النشاط الشبـابي الحر، والمساهمة في مسيرتنا الوطنية بكل مجالاتها، وهذه أيضا دعوة للشباب الراغبين في العمل السياسي أن يكون نشاطهم من خلال الأحزاب ذات البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
وقد ترجمت هذه الأقوال والخطابات على أرض الواقع، تحت ظل جلالة الملك وإشراف ولي العهد الذي يعتبر فردًا ونموذجًا للشباب الأردني فقد أطلقت مؤسسة ولي العهد، لتكون حاضنة للشباب وتعزز مهاراتهم وقدراتهم في الابتكار والريادة والقيادة والتميز والعطاء والخدمة المجتمعيّة، وتوجيهم والارتقاء بهم، وتحفزهم على كل ما ينهض بهم، ويمنحهم مواقع ريادية وقيادية في المجتمع من خلال العمل والإبداع والتنمية والابتكار فقامت المؤسسة بإطلاق العديد من المبادرات لتحقيق هذه الأهداف مثل: مبادرة (ض)، وتعنى بالحفاظ على اللغة العربيّة ومكانتها وألقها، وتطوير تقنيات تمكينها رقميًا، ومنصّة “نوى”، لترسيخ العمل الخيري والارتقاء بالمسؤولية المجتمعية، ومبادرة (حقق) وفيها تعزيز لمهارات القيادة عند الشباب، ومبادرة (سمع بلا حدود) لمعالجة الأطفال ممن يعانون تحديات سمعية وتأهيلهم للتواصل والتفاعل مع أسرهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع، ومبادرة (مصنع الأفكار) وتعنى بتحفيز الشباب على الابتكار والإبداع، لتصبح اليوم بمنزلة الرافد الحقيقي لمنظومة الابتكار في المملكة، ومبادرة (مسار)، بحيث أطلقت أوّل قمر صناعي أردني إلى الفضاء، الذي صممه ونفذه شبان أردنيون، مدهم ولي العهد بكل ما يمكنهم لوضع الأردن على خريطة العلوم الفضائية المتقدمة. 
يلاحظ أن ولي العهد الحسين يحذو حذو والديه في التواصل مع الشباب في مختلف المناسبات والاهتمام بهم، فهو لا يترك مناسبة تخصهم إلا ويكون بينهم ويلتقي بهم. 
ويبقى المنظور الذي ينطلق منه سموه في اعتنائه بالشباب، مرتبطًا وفق رؤية شمولية عميقة، بنهضة الشباب في الأردن والمنطقة العربية والعالم، لذا فهو مشارك حيوي في المحافل الدولية التي يعرض من خلالها قضايا الشباب وأحلامهم لمستقبل أفضل، فهم من وجهة نظره بناة المستقبل، فكل مجتمع يحلم بالتغيير والتطور دائمًا، ولكن الشباب هم قادة هذه الأحلام والاستثمار الصحيح الذي ينهض بالشعوب، لأنهم الأكثر حماسًا وعطاءً للحاق بركب العصر وعدم التخلف عنه، وهذا ما يضعه سموه نصب عينيه.