يشهد العصر الحديث تحولات تاريخية هائلة ، من بينها نظام الأتمتة كمحور أساسي يعيد تشكيل طريقة حياتنا وعملنا.
ويتمثل نظام الأتمتة في إستخدام التكنولوجيا والذكاء الإصطناعي لتنفيذ المهام بدون تدخل بشري، وهذا التحول يعزز الإنتاجية ويقلل من الخطأ البشري، مما يسهم في تطوير العديد من الصناعات ، فعلى سبيل المثال في مجال الصناعة يتم استخدام الروبوتات والمعدات المتقدمة لتحسين عمليات الإنتاج وتقليل التكلفة .
وفي هذا العصر الرقمي أصبحت الأتمتة لا غنى عنها في مختلف المجالات سواء في الصناعة ، أو الخدمات ، أو حتى في أمور الحياة اليومية المختلفة .
وتأثير الأتمتة لا يقتصر على المجال الصناعي فقط بل يمتد إلى قطاعات أخرى من الحياة، ففي قطاع الخدمات على سبيل المثال تستخدم الأتمتة في مجال خدمة العملاء وتحليل البيانات لتقديم تجارب أفضل لهم، كما يمكن رؤية تأثير الأتمتة في الطب حيث تستخدم الروبوتات في الجراحة وتحليل الصور الطبية .
ومع تقدم التكنولوجيا يتساءل البعض عن تأثير الأتمتة على سوق العمل ومستقبل الوظائف، والسؤال هل يمكن استبدال الإنسان والوظائف التقليدية بنظام الأتمتة هل يمكن أن يحل الآلي بديلاً عن البشر في بعض المهام؟؟
حيث يتوقع الخبراء أن تفتح الأتمتة أبوابًا لوظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في مجالات مثل تصميم وصيانة التكنولوجيا .
ومن هنا لابد أن نتعامل مع التحول نحو الأتمتة بحذر وتوازن ويجب على المجتمع أن يتبنى سياسات وإجراءات لضمان تكامل الأتمتة بشكل فعّال دون إهمال حقوق العمال وتأثيرها على الإقتصاد العام.
وبشكل عام تمثل الأتمتة تحولًا جوهريًا في طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا ، وتعتبر فرصة لتحسين حياتنا وتطوير مجتمعاتنا ، ومع ذلك يتعين علينا التأكد من أن هذا التحول يحدث بشكل مستدام وعادل حيث يستفيد الجميع من فوائده .