نعيش في فترة مثيرة من عصر المعلومات وهي
البداية لهذا العصر، في كل مكان أذهب إليه تنبثق الأسئلة حول الكيفية التي ستغير
بها تكنولوجيا المعلومات حياتنا فالناس يريدون أن يفهموا كيف ستجعل هذه
التكنولوجيا المستقبل مختلفًا؟ أستجعل حياتنا أفضل أم أسوأ؟
قلت فيما سبق أنني شخص متفائل، وأنا
متفائل أيضا بشأن التكنولوجيا الجديدة، فسوف تجمل وقت الفراغ وتغني الثقافة من
خلال توسيع نطاق المعلومات وتوزيعها، كما ستساعد على تخفيف الضغوط على المناطق
الحضرية، من خلال تمكين الأفراد من المنزل أو من مكاتب في مواقع بعيدة وستوفر لنا،
فضلا عن ذلك، سيطرة أكبر على حياتنا وتتيح لتجاربنا ومنتجاتنا أن تصل، وطبعا سوف
يتمتع مواطنو مجتمع المعلومات بفرص جديدة فيما يتعلق بالإنتاجية، والتعلم، والترفيه،
والاقتصاد.
وربما يتمثل وجه القلق الشخصي الأوسع
نطاقًا في السؤال: (كيف يكون لي موقع مناسب في الإقتصاد المتحول؟) فالرجال والنساء
يقلقهم أن تصبح وظائفهم شيئًا انتهى زمانه، أو أن الطفرة الاقتصادية سوف تخلق
بطالة بالجملة وخاصة في صفوف العمال الأكبر سنًا.
إن كل تلك المخاوف مشروعة ومبررة، في
واقع الأمر فسوف تختفي مهن وصناعات بأكملها، وسوف تظهر مهن وصناعات جديدة سوف
تزدهر.
ويتخوف بعض الناس من أنه ليس هناك سوى
عدد محدود من الوظائف في العالم، وأنه في كل مرة تختفي فيها وظيفة ما، فإن شخصًا
ما يصبح كالسفينة التي جنحت ولم تعد لها وجهة تتجه إليها، ولحسن الحظ أن الاقتصاد لا
يعمل بتلك الطريقة، فالاقتصاد نظام شاسع مترابط الأجزاء يصبح فيها أي مورد بشري يعفى
من عمله متاحًا لمجال آخر من مجالات الإقتصاد يجده أكثر نفعًا.
وسوف تجمعنا الشبكة معًا عندما يكون
ذلك خيارنا، أو ستتركنا نوزع أنفسنا إلى مليون مجتمع، وقبل أي شيء آخر، وبطرائق
جديدة لا حصر لها، سيوفر طريق المعلومات السريع لنا خيارات تصلنا بالترفيه والمعلومات
وتوصلنا بعضنا ببعض.
ومن الأهمية بمكان.. أن تجري مناقشة
الجوانب السلبية لمنجزات التقدم التكنولوجي على أوسع نطاق، بحيث يمكن للمجتمع ككل
وليس للتكنولوجيين وحدهم  أن يوجه حركتها.