لطالما يؤكد العلماء بأن الدماغ الثاني في جسم الإنسان هو الأمعاء، وذلك بسبب الدور الكبير الذي يلعبه الميكروبيوم أي مجموع البكتيريا النافعة التي تعيش داخل الجهاز الهضمي.
هذه الكائنات المجهرية ليست مجرد ضيوف عابرين بل تشكل نظامًا متكاملاً يؤثر بشكل مباشر على صحتنا الجسدية والنفسية.
يساعد الميكروبيوم أولًا في تقوية جهاز المناعة فوجود تنوع كبير من البكتيريا النافعة داخل الأمعاء يساهم في تدريب الجهاز المناعي على التمييز بين المواد الضارة والنافعة، مما يقلل من فرص الإصابة بالأمراض الالتهابية والمناعية كما يعمل على تعزيز امتصاص الفيتامينات والمعادن التي تعتبر أساسية لبناء جسم قوي ومقاوم للأمراض.
لا يتوقف دور الميكروبيوم عند الجانب الجسدي فقط، بل يمتد إلى التأثير على المزاج والصحة النفسية، فقد أثبتت الأبحاث أن الأمعاء مرتبطة بالدماغ عبر ما يعرف بالمحور الدماغي-المعوي، حيث تقوم البكتيريا النافعة بإنتاج مواد كيميائية مثل السيروتونين وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة والراحة النفسية لذلك، فإن خلل توازن الميكروبيوم قد يؤدي إلى القلق والإكتئاب وحتى اضطرابات النوم.
وللحفاظ على صحة الميكروبيوم ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي غني بالألياف والخضراوات والفواكه، إضافةً إلى تناول الأغذية المخمرة مثل اللبن والزبادي والمخللات الطبيعية، كما يجب التقليل من استهلاك المضادات الحيوية إلا عند الضرورة لأنها تقتل البكتيريا النافعة والضارة على حد سواء.
إن صحة الأمعاء ليست أمرًا ثانويًا، بل هي مفتاح رئيسي لصحة الجسد والعقل والإهتمام بتوازن الميكروبيوم هو إستثمار طويل الأمد في مناعة أقوى وحياة أكثر سعادة وطمأنينة.