منذ ظهور ساعات اليد لأول مرة في مطلع القرن السادس عشر، وهي تخضع للتطوير والتحديث بحسب معطيات كل عصر، حتى وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه من ثورة تكنولوجية، حملت معها تكنولوجيا الساعات الصغيرة إلى عالم كبير متقدم.
حيث يُنسب الفضل في صناعة أول ساعة صغيرة، تاريخيًا، إلى بيتر هينلاين، صانع الأقفال الألماني؛ فقد اخترع هينلاين في مطلع القرن السادس عشر الميلادي نابضًا رئيسيًا لتزويد الساعة بالقدرة.
وكانت الساعات تدار في ذلك الوقت بوساطة الأوزان المتدلية، ولكي تعمل الساعة فلابد أن تبقى ثابتة في الوضع الرأسي لكي تعمل الأوزان المعلقة بها. ولقد مكنت النوابض صانعي الساعات من إنتاج ساعات صغيرة متنقلة. وسرعان ما انتشرت صناعة الساعات في إنجلترا، وفرنسا، وسويسرا.
والساعات الأولى كانت ثقيلة لدرجة أنها كانت تعلق حول الرقبة أو تتدلى من حزام. وكانت الساعات الأولى ذات ذراع (عقرب) واحدة فقط، وعلبتها كروية أو أسطوانية. وفي أواسط القرن السابع عشر الميلادي انتشرت أشكال غير عادية للساعات.
وفي أواخر القرن السابع عشر الميلادي، زودت العديد من الساعات بعقارب للدقائق، ولكن لم تكن عقرب الثواني شائعة في الساعات إلا في القرن العشرين.
وأصبحت الساعات، في أواخر القرن السابع عشر، صغيرة وخفيفة بدرجة سمحت بوضعها داخل الجيب، وكانت ساعات الجيب الأكثر انتشارا على مدى أكثر من 200 عام.
وأصبحت ساعات اليد شائعة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، غير أنها كانت آنذاك مصممة للنساء فقط، واكتشف الجنود فيما بعد خلال الحروب أن ساعات اليد أنسب من ساعات الجيب، ونتيجة لذلك، أصبحت ساعات اليد مقبولة للرجال أيضاً.
وقد دخلت فيما بعد الساعات الكهربائية المقارنة التي تزود بالقدرة عن طريق بطارية صغيرة جدًا، إلى الاستعمال خلال خمسينيات القرن العشرين، واستعملت في بداية الأمر عجلة توازن كأساس للوقت، ولكنها احتوت فيما بعد على شوكة ضبط مهتزة عملت كأساس للوقت بنفس الطريقة تقريباً التي تعمل بها بلورات الكوارتز في الساعات الإلكترونية.
وظهر في بداية العقد الثامن من القرن العشرين ساعات الكوارتز، ونظراً لدقتها فإنها سرعان ما حلت محل الساعات الكهربائية المبتكرة وجعلتها عديمة الاستخدام.
وقد ظهرت منذ وقت طويل ساعة تستخدم في حساب العمليات الرياضية، وقد أحدثت تلك الساعة طفرة كبيرة فبدلاً من إستخدام الآلات الحاسبة الكبيرة، ظهرت آلة صغيرة تلف حول المعصم ويمكنها القيام بالعمليات الحسابية.
وفي الثمانينات ظهرت ساعة رقمية بميزة لوحة ادخال البيانات مع ذاكرة صغيرة جداً تتسع لـ112 رقما فقط، وقد تم إصدارها بلون ذهبي وفضي واسود.
أما في عام 1999م فقد قامت إحدى الشركات بتطوير ساعة مزودة بمكبر صوت وسماعات، تتيح التحدث هاتفياً من خلالها لمدة تصل إلى 90 دقيقة.
وبعد اكتشاف هذه الساعة بعام واحد، ظهرت ساعة جديدة أكثر تطوراً يمكنها مساعدتك في نقل البيانات من خلال دعمها لخاصية البلوتوث بالإضافة إلى ذاكرة بمساحة 8 ميجا.
حتى وصلنا إلى إلى ما يطلق عليه الساعات الذكية، بعدما طرحت مجموعة من شركات التكنولوجيا ساعات جديدة بإمكانيات مدهشة، مثل قياس نبضات القلب وحساب خطوات المشي كما تحتوي على ذاكرة فضلا عن قدرتها على الإتصال بالإنترنت وغيرها من المزايا.
ومع التقدم الهائل في التكنولوجيا اصبح هنالك استخدامات كثير ووسائل متعددة لاستخدام الساعات، وهذا ما سهل امور كثيرة على حياة الفرد ووقته من خلال هذه المدخلات التكنولوجية